[الفصل الأول الخطابة في الإسلام]
الفصل الأول
الخطابة في الإسلام لقد جاء الإسلام فكانت عنايته بالخطابة عظمية وكان اهتمامه بها شديدا، ولقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصيحا فهو أفصح من نطق بالضاد بل كانت أكبر معجزاته في نزول القرآن بلغته، فلقد تحدى كتاب الله عز وجل أرباب الفصاحة والبيان وفرسان البلاغة واللسان فعجزوا أن يأتوا بمثله أو بسورة أو بآية.
وكان الفصحاء يؤثرون أيما تأثير على سامعيهم، فهذا نبي الله هارون كان من عوامل ترشيحه للنبوة من قبل موسى - عليه السلام - فصاحته قال تعالى: {وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ} [القصص: 34] [1] .
ولقد كان للخطابة شأن كبير في تشجيع المجاهدين، ففي غزوة بدر مثلا كان لخطبة النبي - صلى الله عليه وسلم - أعظم الأثر ومنها قوله: «والذي نفس محمد بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر إلا أدخله الله الجنة» .
لقد كان لهذا الكلام أثر عظيم في نفوس الصحابة فقد استعجل [1] سورة القصص آية رقم 34.