والمعنى: أنها معتدلة بين الطول الظاهر والتخفيف الماحق.
وروى مسلم عن أبي وائل قال: «خطبنا عمار فأوجز وأبلغ فلما نزل قلنا: يا أبا اليقظان لقد أبلغت وأوجزت فلو كنت تنفست فقال: إني سمعت رسول الله يقول: إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه فأطيلوا الصلاة وأقصروا الخطبة وإن من البيان سحرا» .
ومعنى: تنفست: أطلت قليلا.
ومئنة بمعنى: علامة دالة على فقهه.
إن بعضا من الخطباء درج الإطالة في الخطبة مما قد يدعو إلى السأم والملل، والسنة الإيجاز والاختصار بعيدا عن الإخلال من الاهتمام بالموضوع الذي سوف يطرحه الخطيب، ومن المستحسن في نظري أن تكون الخطبة في الأحوال العادية في حدود عشرين دقيقة، ومن المهم مراعاة الحاضرين فقد يكون بعض المسلمين في برد شديد خارج المكان الدافئ كما أنهم قد يكونون في حر شديد خارج المكان المكيف كما أن بعضهم قد يجيء مبكرا إلى المسجد وقد يضايقه البول إذا ما أطيلت الخطبة، وقد وردت النصوص تحث على مراعاة الناس وعدم الإثقال عليهم فقد يكون فيهم الضعيف الذي لا يتحمل الإطالة وقد يكون فيهم صاحب حاجة يتضرر بالتأخير، والاعتدال هو المطلوب فلا تكون الخطبة قصيرة جدا فيها إخلال ولا طويلة جدا فيها إملال.