يقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة، وقبل أن تنزل الجمعة وهم الذين سموها الجمعة [1] .
أما أول جمعة جمعها النبي - صلى الله عليه وسلم - بأصحابه فإنه عندما هاجر إلى المدنية أقام بقباء من يوم الإثنين إلى يوم الخميس وأسس مسجدهم، ثم خرج يوم الجمعة إلى المدينة فأدركته الجمعة في بني سالم بن عوف في بطن واد لهم، قد اتخذ القوم في ذلك الوادي مسجدا فجمع بهم وخطب وهي أول خطبة خطبها في المدينة [2] .
قوله تعالى: {فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ} [الجمعة: 9]-
قيل المراد بذكر الله الصلاة وقيل الخطبة والمواعظ.
وقال الإمام ابن العربي - رحمه الله -: والصحيح أن السعي واجب في الجميع وأوله الخطبة.
واسعوا: بمعنى: امضوا إلى ذكر الله واعملوا له.
وقوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا} [الجمعة: 11] ورد في صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يخطب قائما يوم الجمعة فجاءت عير من الشام فانفتل [1] القرطبي (الجامع لأحكام القرآن) ج18، ص97. [2] القرطبي (الجامع لأحكام القرآن) ج18، ص97.