responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : حسن الأسوة بما ثبت من الله ورسوله في النسوة المؤلف : صديق حسن خان    الجزء : 1  صفحة : 176
يستقون مِنْهُ وَالْمرَاد بِالْمَاءِ هُنَا بِئْر فِيهَا {وجد عَلَيْهِ أمة من النَّاس} أَي جمَاعَة كَثِيرَة {يسقون} مَوَاشِيهمْ {وَوجد من دونهم} أَي فِي مَوضِع أَسْفَل مِنْهُم أَو بعيد مِنْهُم {امْرَأتَيْنِ تذودان} أَي تحبسان أغنامهما من المَاء حَتَّى يفرغ النَّاس ويخلوا بَينهمَا وَبَين المَاء وَقيل تكفان الْغنم عَن أَن تختلط بأغنام النَّاس وَقيل تمنعان أغنامهما عَن أَن تند وَتذهب وَالْأول أولى لقَوْله {قَالَ} مُوسَى للمرأتين {مَا خطبكما} أَي مَا شأنكما لَا تسقيان غنمكما مَعَ النَّاس {قَالَتَا لَا نسقي حَتَّى يصدر الرعاء} عَن المَاء وينصرفوا مِنْهُ حذرا من مخالطتهم أَو عَجزا عَن السَّقْي مَعَهم والرعاء جمع رَاع على غير قِيَاس {وأبونا شيخ كَبِير} عالي السن لَا يقدر أَن يسْقِي مَاشِيَته من الْكبر فَلذَلِك احتجنا إِلَى الْوُرُود وَنحن امْرَأَتَانِ ضعيفتان مستورتان لَا نقدر على مزاحمة الرِّجَال وعَلى أَن نسقي الْغنم لعدم وجود رجل يقوم لنا بذلك قيل كَانَ أَبوهُمَا شُعَيْب عَلَيْهِ السَّلَام وَقيل هُوَ ثيرون ابْن أخي شُعَيْب وَقيل رجل مِمَّن آمن بشعيب وَالْأول أولى وَإِنَّمَا رَضِي شُعَيْب لابنتيه بسقي الْمَاشِيَة لِأَن هَذَا الْأَمر فِي نَفسه لَيْسَ بمحظور وَالدّين لَا يأباه وَأما الْمُرُوءَة فعادات النَّاس فِي ذَلِك متباينة وأحوال الْعَرَب فِيهَا خلاف الْعَجم وَمذهب أهل البدو فِيهِ غير مَذْهَب أهل الْحَضَر خُصُوصا إِذا كَانَت الْحَالة حَالَة الضَّرُورَة فَلَمَّا سمع مُوسَى كَلَامهمَا رق لَهما ورحمهما {فسقى لَهما} أَي لأجلهما رَغْبَة فِي الْمَعْرُوف وإغاثة للملهوف قَالَ الْمحلى من بِئْر أُخْرَى بقربها بِأَن رفع حجرا عَنْهَا لَا يرفعهُ إِلَّا عشرَة أنفس انْتهى {ثمَّ تولى إِلَى الظل} فَجَلَسَ فِيهِ من شدَّة الْحر وَهُوَ جَائِع {فَقَالَ رب إِنِّي لما أنزلت إِلَيّ من خير} أَي أَي خير كَانَ {فَقير} أَي مُحْتَاج إِلَى ذَلِك قَالَ ابْن عَبَّاس لقد قَالَ هَذَا وَهُوَ أكْرم خلقه إِلَيْهِ وَلَقَد افْتقر إِلَى شقّ تَمْرَة وَلَقَد لصق بَطْنه بظهره من شدَّة الْجُوع وَعنهُ قَالَ مَا سَأَلَ إِلَّا الطَّعَام وَعنهُ قَالَ سَأَلَ فلقا من الْخبز يشد بهَا صلبه من الْجُوع

اسم الکتاب : حسن الأسوة بما ثبت من الله ورسوله في النسوة المؤلف : صديق حسن خان    الجزء : 1  صفحة : 176
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست