اسم الکتاب : تبصير أولي الألباب ببدعة تقسيم الدين إلى قشر ولباب المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 59
معالي الأمور .. لا قشور
ثبت عن الحسين بن عليٍّ رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن الله يحب مَعالي الأمور وأشرافها، ويكره سَفسافها " [1].
أما معالي الأمور فهي الأخلاق الشرعية، والخصال الدينية، لا الأمور الدنيوية فإن العُلُوَّ فيها نزول [2].
وأما السَّفاسِف فواحدها السَّفْساف: الأمر الحقير، والرديء من كل شيء، وهو ضد المعالي والمكارم، وأصلُه: ما يطير من غُبار الدقيق إذا نُخِل، والتراب إذا أُثير.
والسَّفساف من الشِّعْر: رَدِيئُه، وأَسَفَّ: تتبع مَدَاقَّ الأمور، وطلب الأمور الدنيئة [3].
واعلم -رحمك الله- أن ما نطق به النبي - صلى الله عليه وسلم - في أمور الدين {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} وأن كل ما تعرض له بأمر أو نهي فهو من معالي الأمور، وأن من وصف شيئًا من ذلك بوصف يوهم الِإزراء أو التنقص فقد أعظم على الله عز وجل الفرية، وَعرَّض نفسه لغضب الله وعقوبته وانتقامه، نعم هناك في قضايا الدين أصول وفروع، كليات وجزئيات، أهم ومهم، لكن هذه القضايا كلَّها على اختلاف مراتبها وأولويتها من المعالي ليست من السفاسف في شيء، فَمِن ثَمَّ اشتد نكير العلماء على من أطلق [1] رواه الطبراني (3/ 142)، وابن عدي (3/ 879)، وغيرهما، وصححه الألباني في " الصحيحة " رقم (1627).
(2) " فيض القدير " (2/ 295).
(3) " النهاية في غريب الحديث " (2/ 373 - 374)، " مختار القاموس " ص (302).
اسم الکتاب : تبصير أولي الألباب ببدعة تقسيم الدين إلى قشر ولباب المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 59