responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تبصير أولي الألباب ببدعة تقسيم الدين إلى قشر ولباب المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل    الجزء : 1  صفحة : 55
وأَمَر عمر رضي الله عنه ببناء المسجد، وقال: " أكِنَّ [1] الناسَ من المطر، وإيَّاك أن تُحَمِّرَ أو تُصَفِّرَ فتفتنَ الناس " (2).
وقال أنس رضي الله عنه: " يأتي على الناس زمان يتباهَوْن بالمساجد، ثم لا يعمرونها إلا قليلًا " [3].
وعن الحسن قال: (لما بنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المسجد، أعانه عليه أصحابه، وهو يتناول اللَّبِن، حتى اغبرَّ صدرُه، فقال: " ابنوه عريشًا كعريش موسى " [4]، فقيل للحسن: " وما عريش موسى؟ " قال: " إذا رفع يده بَلَغَ العريش " يعني السقف.
وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه: (أن الأنصار جمعوا مالًا، فَأَتَوْا به النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: " يا رسول الله ابْنِ هذا المسجدَ، وزَيِّنْهُ، إلى متى تصلى تحت هذا الجريد؟ "، فقال: " ما بي رغبة عن أخي موسى، عريش كعريش موسى ") [5].
إن انصراف القوم إلى الاهتمام بهذه " القشور " يعكس أنهم يعتاضون عن جمال العقيدة بجمال الجدران والزخارف، وعن نور الِإيمان بأضواء الثريات، فيتلهي المصلون بتأملهم في سجوف المنافذ، وإبداع المنابر، ونقوش الجدران والسقف والمحاريب عن الخشوع الذي هو روح العبادة.

[1] أي: اجعل المسجد على صفة تصونهم من المطر، من أكننت الشيء: إذا صُنْتَه، وسترته.
رواه البخاري تعليقًا (1/ 539 - فتح)، قال المناوي رحمه الله: (وقد كان عمر - مع كثرة الفتوح في أيامه، وَسَعَة المال عنده لم يُغَيِّر المسجد عما كان عليه) اهـ. من " الفيض " (5/ 426).
[3] أخرجه أبو يعلى، وابن خزيمة في " صحيحه "، وأخرجه مختصرًا أبو داود، والنسائي، وابن حبان، وأورده البخاري تعليقًا (1/ 539 - فتح).
[4] عزاه الألباني في " الصحيحة " إلى ابن أبي الدنيا في " قصر الأمل "، وقال: (هو مرسل صحيح)، ويشهد له الحديث التالي.
[5] رواه ابن أبي الدنيا في " قصر الأمل " كما في " الصحيحة "، وحسنه الألباني لغيره.
اسم الکتاب : تبصير أولي الألباب ببدعة تقسيم الدين إلى قشر ولباب المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل    الجزء : 1  صفحة : 55
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست