اسم الکتاب : تبصير أولي الألباب ببدعة تقسيم الدين إلى قشر ولباب المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 53
واستئجار المقرئين والتباهي بالمشاهير منهم، وربما استدانوا لأجل هذه المظهرية، أو كلفوها من أموال اليتامى القاصرين ظلمًا وعدوانًا:
ثلاثةٌ تَشْقَى بِهِنَّ الدَّارُ ... العُرْسُ والمأتَم ثُمَّ الزَّارُ
في سبيل التطوس
وفي سبيل التطوس، والمظهرية الفارغة يضحى بعضهم بالنفس والنفيس، وربما أشغل ذمته بالدَّين، فأركبه الهم والذلَّ في النهار، وأرَّقه في الليل: * إذا فرح بذَّر في نفقات الِإضاءة، وأسرف في الولائم، مجاراةً للتقاليد الآسرة، ومباراةً للأغنياء والوجهاء، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال - صلى الله عليه وسلم -: "المتباريان لا يُجابان، ولا يؤكَلُ طعامُهما " [1].
وعنه رضي الله عنه أيضًا: قال - صلى الله عليه وسلم -: " شَرُّ الطعام طعامُ الوليمة، يُمْنَعُها من يأتيها، وُيْدعَى إليها من يأباها، ومن لا يجب الدعوة، فقد عصى الله ورسوله " [2].
وعن جابر رضي الله عنه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن الشيطانَ يَحْضُرُ أحدَكم عند كل شيء من شأنه، حتى يحضره عند طعامه، فإذا سقطت من أحدكم اللقمة، فليُمط ما كان بها من أذى، ثم ليأكلْها، ولا يَدَعْها للشيطان " الحديث [3].
فكيف بمن يُطعم الشيطان ما لذ وطاب من أصناف المأكولات؟!
وكيف بمن ينبذ في القمامة أكوامًا من الطعام تبكيها أفواه محرومة، وبطون خاوية؟ ويلقي في المزبلة بقايا الولائم في حين يغلي قلبه حسرة على ما ركبه من ذل الدَّيْن وهمه في سبيل " القشور " الفارغة؟!
= استشهاد جعفر رضي الله عنه: " اصنعوا لآل جعفر طعامًا؛ فإنه قد أتاهم ما يَشْغَلُهم " رواه الإمام أحمد، وأبو داود، والترمذي، وصححه الألباني في " صحيح الجامع " رقم (1026). [1] رواه البيهقي في " شعب الايمان " رقم (6068)، وصححه الألباني في " الصحيحة " رقم (627). [2] رواه مسلم (2/ 1055). [3] رواه مسلم (3/ 1607).
اسم الکتاب : تبصير أولي الألباب ببدعة تقسيم الدين إلى قشر ولباب المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 53