اسم الکتاب : تبصير أولي الألباب ببدعة تقسيم الدين إلى قشر ولباب المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 42
لينقذ غريقًا يصارع الأمواج ويوشك على الغرق؟ وهل هو واقع قوم أتاهم النذير، ونودي فيهم بالنفير العام؟
لماذا إذن تحيون حياة رتيبة هنيئة تتمتعون فيها بالحاجيات بل الكماليات والتحسينيات، تطعمون الفواكه، وتتنعمون في الفرش، وتتنزهون في المتنزهات، وكل هذا لا يُنْكَرُ عليكم، ولا تستنكرونه من غيركم قائلين: " إن الِإسلام مُهَدَّدٌ في وجوده، والمسلمين مضطهدون، وأنتم تأكلون الفواكه، وتتنعمون بالفرش، وتتنزهون في المتنزهات "!
فلماذا إذًا تضعون العوائق في طريق السنة، وتضربون لها الأمثال، وترهقون عقولكم في استخراج أمثال هذه الأقيسة العقلية الفاسدة، أفكانت سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهون عليكم من هذه التفاهات الدنيوية؟!
أفلا يردعكم عن هذا التثبيط قولُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -: " بَلِّغوا عني ولو آية " [1]، ولا قوله - صلى الله عليه وسلم -: " نَضَّرَ الله امرءًا سمع منا حديثًا، فحفظه حتى يبلغه غيره " [2] الحديث، ولا قول أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه: " دعوا السنة تمضي، لا تعرضوا لها بالرأى "؟!
ولا قول سفيان: " استوصوا بأهل السنة خيرًا، فإنهم غرباء ".
ولماذا لا تصرفون جهدكم إلى محاربة المعاندين للسنة المجادلين بغير الحق عن البدع؟ لقد ضرب لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثلًا هو أصدق من قياساتكم [1] رواه من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما البخاري (6/ 361) في الأنبياء: باب ما ذكر عن بني إسرائيل، والترمذي رقم (2671) في العلم: باب ما جاء في الحديث عن بني إسرائيل. [2] رواه من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه الترمذي رقم (2658) في العلم: باب ما جاء في الحث على تبليغ السماع، وأبو داود رقم (3660) في العلم: باب فضل نشر العلم، وابن ماجه (1/ 102)، والدارمي (1/ 75)، والإمام أحمد (1/ 437)، (5/ 183).
اسم الکتاب : تبصير أولي الألباب ببدعة تقسيم الدين إلى قشر ولباب المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 42