اسم الکتاب : تبصير أولي الألباب ببدعة تقسيم الدين إلى قشر ولباب المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 31
ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدًا، كتابَ الله وسنةَ نبيه" [1]، وعن أنس رضي الله عنه قال: (إنكم لتعملون أعمالًا هي أدق في أعينكم من الشعر إن كنا لنعدها على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الموبقات) [2] قال أبو عبد ألله: يعني بذلك المهلكات.
قال الحافظ رحمه الله: (التعبير بالمحقرات وقع في حديث سهل بن سعد رفعه: " إياكم ومُحَقَّراتِ الذنوب فإن مثل محقرات الذنوب كمثل قوم نزلوا بطن وادٍ فجاء ذا بعُود، وجاء ذا بعود حتى جمعوا ما أنضجوا به خبزهم، وإن محقرات الذنوب متى يؤخذ بها صاحبها أهلكته " أخرجه أحمد بسند حسن، ونحوه عند أحمد والطبراني من حديث ابن مسعود، وعند النسائي وابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لها: " يا عائشة إياكِ ومحقراتِ الذنوب فإن لها من الله طالبا " وصححه ابن حبان) [3] اهـ.
ولنضرب مثالًا لما يحتقره بعض الناس من أحكام الشرع، وقد يسخرون ممن يعيره اهتمامًا ألا وهو عدم جواز إسبال الملابس، ولنتأمل كيف فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع المسبل:
(عن الشريد رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - تبع رجلًا من ثقيف حتى [1] رواه الِإمام أحمد (3/ 384)، الحاكم (1/ 93)، وصححه، ووافقه الذهبي. [2] رواه البخاري (1/ 329 - فتح) في الرقاق: باب ما يتقي من محقرات الذنوب، وصح في مسند الِإمام أحمد عن عبادة بن قُرص رضي الله عنه أيضًا قال: " إنكم لتأتون أشياء هي أدق في أعينكم من الشعر، كنا نعدها على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الموبقات "، فذكروا قول عبادة بن قُرْص لمحمد بن سيرين فَصَدَّقه، وقال: " أرى جَرَّ الِإزار منه " يعني من الموبقات لما جاء فيه من الوعيد الشديد، والناس يعدونه من الصغائر لفرط جهلهم وغرورهم، انظر: " الفتح الرباني " (17/ 291).
(3) " فتح الباري " (11/ 329).
اسم الکتاب : تبصير أولي الألباب ببدعة تقسيم الدين إلى قشر ولباب المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل الجزء : 1 صفحة : 31