اسم الکتاب : إمام المسجد مقوماته العلمية والخلقية المؤلف : سعود بن محمد البشر الجزء : 1 صفحة : 6
وكما نوه القرآن العظيم بمكانة المسجد أشادت السنة كذلك بما للمسجد من مكانة عظيمة يتجلى ذلك في حب رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسجد، فقد بدأ ببناء مسجده أول ما وصل إلى المدينة، لتنطلق منه الدعوة الإسلامية وليكون مدرسة ومعهدا وجامعه يتلقى فلها أصحابه تعليم القرآن الكريم والسنة المطهرة.
وفي المسجد تأسست الدولة الإسلامية وتكون المجتمع الإسلامي الذي حمل أعباء الرسالة وانطلق بها إلى مشارق الأرض ومغاربها ففتح الله به البلاد وقلوب العباد، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي فيه جل وفته إماما ومعلما وداعيا إلى الله وقاضيا وقائدا لمسيرة العمل الإسلامي، وكان صلى الله عليه وسلم حريصا على نظافة المسجد، رأى مرة نخامه في جدار قبلة المسجد فحكها بيده ورؤي كراهيته لذلك وشدته عليه [1] وإظهارا لأهمية نظافة المسجد كرم النبي صلى الله عليه وسلم المرأة السوداء التي كانت تقم مسجده وصلى على قبرها ولام بعض أصحابه حيث لم يخبروه بموتها تقليلا لشأنها.
وحرصا على كرامة المسجد وأهله نهى صلى الله عليه وسلم من أكل ذا رائحة كريهة عن دخول المسجد حتى تزول تلك [1] انظر صحيح البخاري 1 / 106.
اسم الکتاب : إمام المسجد مقوماته العلمية والخلقية المؤلف : سعود بن محمد البشر الجزء : 1 صفحة : 6