responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النقد والبيان في دفع أوهام خزيران المؤلف : القصاب، محمد كامل    الجزء : 1  صفحة : 76
انتهى كلام القسطلاني [1] .
وقال شيخ الإسلام ابنُ القيم [2] -رحمه الله- في بعض «فتاويه» : «أنَّ نفس قيام رمضان لم يوقت النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه عدداً معيّناً، بل [هو] [3] كان - صلى الله عليه وسلم - لا يزيد في رمضان ولا في غيره على ثلاث عشرة ركعة [4] ، كان يطيل الركعات، فلما جمعهم عمر على أُبَيّ بن كعب كان يصلِّي بهم عشرين ركعة، ثم يوتر بثلاث [5] ،

[1] ونحوه في «عون الباري» (2/863) . وانظر «صلاة التراويح» (ص 35) لشيخنا الألباني -رحمه الله-.
[2] النقل عنه بواسطة «عون الباري» (2/864) ، وسيصرح المصنّف بذلك.
والكلام هذا لابن تيمية، شيخ ابن القيم في «الفتاوى الكبرى» (1/163) ، و «مجموع الفتاوى» (23/120) ، والمنقول عن ابن القيم في «الزاد» (1/325-327) أن هديه S في القيام بالليل إحدى عشرة، أو ثلاث عشرة، على الوجه الذي ذكرناه في التعليق على (ص 76) ، ولم يرد له ذكر في «تقريب فقه ابن القيم» ، ولا في «جامع فقهه» (2/226) إلا على هذا الوجه.
ثم وجدتُ ابن تيمية في «منهاج السنة النبوية» رد على ابن المطهِّر الشيعي بقوله: «وزعم أن علياً كان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة! ولم يصحّ ذلك، ونبيّنا S كان لا يزيد في الليل على ثلاث عشرة ركعة، ولا يُستحب قيام كل الليل، بل يكره» ، ثم قال: «وعليّ كان أعلمَ الناس وأتبع لهديه من أن يخالف هذه المخالفة» .
انظر: «المنتقى» للذهبي (169-170) .
[3] سقط من الأصل، وأثبته من «العون» .
[4] انظر التعليق على (ص 76) ، فهناك التخريج.
[5] ورد ذلك في رواية يزيد بن خصيفة عن السائب بن يزيد! وهي رواية= =مرجوحة، والأرجح منها رواية محمد بن يوسف عن السائب؛ لوجوه ذكرناها في التعليق على (ص 77-79) ، ومضى تخريج ذلك مسهباً.
وأخرج مالك (1/115) ، وابن نصر في «قيام رمضان» (95 - مختصره) ، والفريابي في «الصيام» (رقم 179، 180) ، والبيهقي في «المعرفة» (4/42 رقم 5410، 5411) ، و «السنن الكبرى» (2/496) عن يزيد بن رُومان، أنه قال: كان الناس يقومون في زمان عمر بن الخطاب في رمضان بثلاث وعشرين ركعة.
قال ابن عبد البر في «الاستذكار» (5/156 رقم 6283) بعدها وبعد رواية يزيد بن خصيفة: «وهذا كله يشهد بأنّ الرواية بإحدى عشرة ركعة وَهْمٌ وغلط، وأن الصحيح ثلاث وعشرون، وإحدى وعشرون ركعة، والله أعلم» !!
ثم قال: «وقد روى أبو شيبة -واسمه: إبراهيم ابن عُلَيَّة بن عثمان- عن الحكم، عن ابن عباس: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يُصَلِّي في رمضان عشرين ركعة والوتر» ، قال: «وليس أبو شيبة بالقوي عندهم، وذكره ابن أبي شيبة (2/286 رقم 13 - ط. دار الفكر) عن يزيد ابن رومان، عن أبي شيبة إبراهيم بن عثمان» .
قال أبو عبيدة: وأخرجه البيهقي في «السنن الكبرى» (2/496) ، وأبو شيبة الكوفي ضعيف، بل قال النسائي والدولابي: متروك، وقال الجوزجاني: ساقط، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، سكتوا عنه، وتركوا حديثه، وقال الترمذي: منكر الحديث، وضعّفه جماعة.
وانظر -غير مأمور-: «التاريخ الكبير» (2/31) ، «تاريخ ابن معين» (2/11) ، «الجرح والتعديل» (1/115) ، «ضعفاء العقيلي» (1/59) ، «المجروحين» (1/104) ، «تاريخ بغداد» (6/113) ، «تاريخ واسط» (105) .
والحكم هو ابن عُتيبة، لم يسمع من ابن عباس، كما في «إتحاف المهرة» (7/49) وغيره، وهو ثقة ثبت، إلا أنه ربما دلس، كما في «التقريب» ، والثابت من المرفوع من هديه S الإحدى عشرة دون غيرها، وقد قدمنا ذلك من حديثي عائشة وجابر -رضي الله عنهما-. وأما الثابت عن عمر، فالصحيح عنه ما يوافق هديه - صلى الله عليه وسلم -، كما قدمناه -أيضاً-.
وأما الرواية السابقة هنا: رواية يزيد بن رومان فلم تصح، ولا يجوز أن تعارض رواية محمد بن يوسف الصحيحة، ولا تصح أن تشد بها رواية خصيفة المرجوحة، خلافاً لصنيع ابن عبد البر -رحمه الله تعالى-، لأنها مرسلة، قال النووي في «المجموع» (3/526) : «رواه البيهقي، لكنه مرسل، فإن يزيد بن رومان، لم يدرك عمر» ، وأقره الزيلعي في «نصب= =الراية» (2/154) ، وقال العيني في «عمدة القاري» (5/357) : «سنده منقطع» ، وهو معنى الإرسال عند الأقدمين، كما هو مصرح به في كتب المصطلح.
وهنا لفتة مهمة يجب التنبه لها، وهي: أن الإمام البخاري ذكر في «صحيحه» (كتاب صلاة التراويح) : باب فضل مَنْ قام رمضان (4/250-251 - مع «الفتح» ) أثر عمر وجمعهم على أُبي، ولم يذكر عدد الركعات، ثم أردفه بحديث عائشة: «كان لا يزيد في رمضان، ... » ، وهذا ظاهر أنه يرجّح هذا، وليتأمّل!
اسم الکتاب : النقد والبيان في دفع أوهام خزيران المؤلف : القصاب، محمد كامل    الجزء : 1  صفحة : 76
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست