responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : النقد والبيان في دفع أوهام خزيران المؤلف : القصاب، محمد كامل    الجزء : 1  صفحة : 70
عن محمد بن يوسف عن السائب بن يزيد: إنها إحدى عشرة ركعة.
وروى محمد بن نصر عن محمد بن يوسف إنها إحدى وعشرون ركعة [1] .

[1] تصرف المؤلِّفان في النقل عن ابن حجر في «الفتح» (4/253) ، فوقعوا في هذا الخطأ، وهذا نص كلام ابن حجر بعد أن نقل عن مالك ما سبق:
«ورواه محمد بن نصر المروزي من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن يوسف، فقال: «ثلاث عشرة» ، ورواه عبد الرزاق من وجه آخر عن محمد بن يوسف، فقال: «إحدى وعشرين» » .
فرواية: «إحدى وعشرين» ، أخرجها عبد الرزاق في «المصنف» (4/260 رقم 7730) عن داود بن قيس وغيره، عن محمد بن يوسف، به.
وأما رواية ابن نصر، فهي في «قيام رمضان» (ص 91) ، وفيها: «ثلاث عشرة ركعة» -ومن طريقه عند أبي بكر النيسابوري في «فوائده» (ق135/أ) -، وزاد في «القيام» : «قال ابن إسحاق: وما سمعت في ذلك -يعني: في عدد ركعات قيام رمضان- هو أثبت عندي، ولا أحرى من حديث السائب، وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كانت له من الليل ثلاث عشرة ركعة» .
قلت: رواية الجماعة عن محمد بن يوسف: «إحدى عشرة» هي المحفوظة، وأما رواية ابن إسحاق فهي مرجوحة، لمخالفته من أهم أوثق منه، وأكثر منه عدداً، ويمكن أن يجمع بينها وبين رواية الإمام مالك ومن تابعه، كالجمع المذكور بين حديث عائشة في «الصحيحين» ، وفيه صلاته - صلى الله عليه وسلم - قيام رمضان إحدى عشرة ركعة، وما ثبت في «صحيح مسلم» عن ابن عباس، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة. فقد وقع تفصيل عند أبي داود (1/215) ، وأبي عوانة (2/318) ضمن حديث طويل، فيه: = = «فصلّى ركعتين خفيفتين، قد قرأ فيهما بأم القرآن في كل ركعة، ثم سلّم، ثم صلّى إحدى عشرة ركعة بالوتر، ثم نام، فأتاه بلال، فقال: الصلاة يا رسول الله! فركع ركعتين، ثم صلى بالناس» ، فالركعتان الزائدتان ليستا من الإحدى عشر، واختلف فيهما، قال ابن القيم في «الهدي» (1/327) : «فقد حصل الاتفاق على إحدى عشرة ركعة، واختُلف في الركعتين الأخيرتين: هل هما ركعتا الفجر أو هما غيرهما؟» .
وما يقال عن هذين الحديثين -أعني: حديثي عائشة وابن عباس رضي الله عنهم- يقال في رواية مالك وابن إسحاق، وإلا؛ فالذي تقتضيه الصنعة الحديثية: ترجيح رواية مالك ومن وافقه.
وأما رواية داود بن قيس التي عند عبد الرزاق: فداود هو الفَرّاء الدّبّاغ، أبو سليمان القُرشي مولاهم، المدني، ثقة، وتفرد عبد الرزاق في الرواية عنه (إحدى وعشرين) ، ولم يتبيَّن لنا (غيره) ، وإنما أبهمه، ولا نترك (المبيَّن) لـ (المجمل) ، ولا نترك رواية الجماعة، وفيهم ثقات رفعاء لمثل هذه الرواية!
وقد حمل شيخنا الألباني في كتابه «صلاة التراويح» (ص 48-49) الخطأ في ذكر العدد لعبد الرزاق، لأنه قد اختلط!
قال أبو عبيدة: ثم رأيته في «الصيام» للفريابي (رقم 175) : حدثنا قتيبة، حدثنا وكيع، عن داود بن قيس، عن محمد بن يوسف، وذكره مثل خبر عبد الرزاق، إلا أنه سكت عن عدد الركعات، وهذا أصح، والله أعلم.
والخلاصة: أن رواية الجماعة عن محمد بن يوسف (إحدى عشرة) ، وهو الراجح على ما تقتضيه الصنعة الحديثية، وفي تحقيق صواب رواية (ابن يوسف) -عندي- يظهر الصواب في فعل عمر؛ لأنه روي عن السائب على ألوان وضروب، وانظر الهامش الآتي، والله الهادي.
اسم الکتاب : النقد والبيان في دفع أوهام خزيران المؤلف : القصاب، محمد كامل    الجزء : 1  صفحة : 70
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست