اسم الکتاب : النقد والبيان في دفع أوهام خزيران المؤلف : القصاب، محمد كامل الجزء : 1 صفحة : 16
حتى لقد كان بعضهم يريد أن يلقى صاحبه لضرورات تقع عنده، فيلقاه في الجنازة، فلا يزيد على السلام الشرعي شيئاً [1] ؛ لشغل كل منهما بما تقدم ذكره، وبعضهم لا يقدر أن يأخذ الغِذَاء تلك الليلة لشدة ما أصابه من الجزع [2] ، كما قال الحسن البصري -رضي الله عنه-: «ميت غد يشيِّع ميتَ اليوم» [3] ، [1] أخرج ابن المبارك في «الزهد» (رقم 245) بسنده إلى بديل، قال: كان مطرّف يلقى الرجل من خاصة إخوانه في الجنازة، فعسى أن يكون غائباً، فما يزيد على التسليم، ثم يعرض اشتغالاً بما هو فيه.
وذكره أبو شامة في «الباعث» (277) ، والسيوطي في «الأمر بالاتباع» (255) . [2] أخرج ابن أبي الدنيا في «القبور» (رقم 38 - بتحقيقي) -ومن طريقه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (56/170) - بسند لا بأس به، عن محمد بن واسع، أنه حضر جنازة، فلما رجع إلى أهله، أُتي بغدائه، فبكى، وقال: هذا يوم منغَّص علينا نهاره، وأبى أن يَطْعَم. وانظر أثر يحيى بن أبي كثير في الهامش قبل السابق. [3] ظفرتُ بنحوه عن أبي الدرداء.
أخرج ابن أبي الدنيا في «القبور» (رقم 28 - بتحقيقي) -ومن طريقه ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (47/193 - ط. دار الفكر) - من طريق يحيى بن جابر، قال: خرج أبو الدرداء إلى جنازة، وأتى أهل الميت يبكون عليه، فقال: مساكين، موتى غدٍ يبكون على ميت اليوم.
وإسناده ضعيف، يحيى بن جابر لم يدرك أبا الدرداء.
وأما أثر الحسن، فقد ورد بمعناه.
أخرج ابن أبي الدنيا في «القبور» -أيضاً- (رقم 35) عن مالك بن دينار، قال: كنا مع الحسن في جنازة، فسمع رجلاً يقول لآخر: من هذا الميت؟ فقال الحسن: هذا أنا وأنت رحمك الله، أنتم محبوسون على آخرنا، حتى يلحق آخرنا بأوّلنا. وهو في «الموت» لابن أبي الدنيا -أيضاً- (رقم 558 - بتجميعي) ، وانظر نحوه عنه في «القبور» (رقم 198 - الملحق) ، وهو عند ابن رجب في «أهوال القبور» (رقم 544) .
اسم الکتاب : النقد والبيان في دفع أوهام خزيران المؤلف : القصاب، محمد كامل الجزء : 1 صفحة : 16