المطلوبة في المعاملات -فضلاً عن جانب العبادات -، شملت أيضاً ما يتعلق بالأخلاق والآداب، وما يُعَدّ من محاسن السلوك ومكارم الأخلاق؛ بل إننا نجِد أنّ الإسلام قد أوْلى دائرة الأخلاق والآداب ومحامد السلوك كاملَ العناية وغايةَ الرعاية، عنايَته بالعبادات ورعايته للمعاملات، باعتبار أنّ الأخلاق هي ملاك الفرد الفاضل المؤدَّب بأدب الإسلام، وهي في ذات الوقت قوام المجتمع الرّاقي.
ولهذا، كان جانب الأخلاق والآداب، والقِيَم والشمائل والفضائل المرعيّة بين الناس، محلَّ اهتمام كبير في نظر الإسلام؛ فمكانةُ الأخلاق لديْه عظيمة، ومنزلته سامية، وقَدْره عالٍ مرفوعٌ. وهكذا مدح الله ـ المصطفى صلى الله عليه وسلم بقوله: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [1]. وقال - عليه الصلاة والسلام -: "إنّما بُعثتُ لأُتمِّم مكارمَ الأخلاق" [2].
والجدير بالإشارة إليه: أنّ الأخلاق والآداب هي السِّياج [1] سورة القلم: الآية 4. [2] أخرجه البيهقي في السنن الكبرى من حديث أبي هريرة 10/191، والقضاعي في مسند الشهاب 2/192.