اسم الکتاب : العراق في أحاديث وآثار الفتن المؤلف : آل سلمان، مشهور الجزء : 1 صفحة : 72
وليسوا كذلك، ولم يفهموا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأيضاً هم حدثاء أسنان، وهذا معلوم، ومن أدرك تلك الوقعة علم أن أكثرهم من صغار السن، ومن سفهاء الأحلام، وأكثرهم من الجهلة، وليسوا من كبار الناس، ولا ممن يتصدر المجالس، فهذا الحديث صدق على هؤلاء القوم، حسب ما اجتهدت في تطبيقه، وعلى كل حال؛ فهم خارجون عن الطاعة، وخارجون على الإمام، وأنهم فعلوا فعلاً منكراً، ولا شك.
ولا يعني هذا أنّ الخوارج كفّار خارجون عن ملة الإسلام، فإن عليّاً ... -رضي الله عنه- لم يكفرهم، ولكن يكفي أنهم أهل ضلال، وأنه ينبغي أنْ يُقاتلوا، وأنْ لا يبقى منهم أحد بين أمة محمد صلى الله عليه وسلم؛ لأنّ فسادهم عظيم، وشرهم كبير.
ومما يذكر في هذا المقام، أنّ بعض العلماء أدخل حديث: «يبايع لرجل بين الركن والمقام، ولن يستحل هذا البيت إلا أهله، فإذا استحلوه فلا تسأل عن هلكة العرب» [1] أدخلوه في باب المهدي، بينما أرى أنه ينطبق على من بويع في تلك الفتنة؛ لأنّ استحلال البيت لا يكون مع مبايعة المهدي، وقد حصل الاستحلال عند مبايعة ذلك الشخص في تلك الفتنة، والله أعلم» .
= يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، لا يجاوز إيمانهم حناجرهم، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإنّ في قتلهم أجراً لمن قتلهم يوم القيامة» .
وتأمل «آخر الزمان» ، فالذين خرجوا على علي أول الزمان، و «حدثاء الأسنان» ، والذين خرجوا على علي كانوا من كبار السن، و «سفهاء الأحلام» ، والذين خرجوا على علي كانوا من ذوي العقول، و «يقولون من قول خير البرية» ، وفسِّر هذا: أنهم يقولون من قول النبي - صلى الله عليه وسلم -، وهو الصحيح لبعض شراح الحديث. انظر: «عون المعبود» (13/80) . والخوارج كانوا يقولون: حسبنا كتاب ربنا. [1] أخرجه أحمد (2/351) ، والطيالسي (2373) ، وابن أبي شيبة (7/462) ، وأبو القاسم البغوي في «الجعديات» (2810) ، وابن حبان (6827) ، والحاكم (4/500) ، وإسناده صحيح. وانظر: «السلسلة الصحيحة» (579) .
اسم الکتاب : العراق في أحاديث وآثار الفتن المؤلف : آل سلمان، مشهور الجزء : 1 صفحة : 72