اسم الکتاب : العراق في أحاديث وآثار الفتن المؤلف : آل سلمان، مشهور الجزء : 1 صفحة : 239
إسماعيل بن إبراهيم، عن الجُريْري، عن أبي نَضْرة، قال: كنا عند جابر بن عبد الله، فقال: يوشك أهل العراق أن لا يُجبى [1] إليهم قفيز ولا درهم. قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قبل العَجم، يمنعون ذاك. ثم قال: يوشك أهل الشام أن لا يجبى إليهم دينار ولا مُدْي. قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قبل الروم، ثم أَسْكت [2] هُنيَّة [3] ، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثياً، لا يعده عدّاً» .
قال: قلت لأبي نضرة وأبي العلاء: أتريان أنه عمر بن عبد العزيز؟ فقالا: لا» انتهى.
وأبو نضرة السائل؛ هو: المنذر بن مالك بن قُطعة العَبْديّ [4] ، وأما أبو العلاء؛ فهو: يزيد بن عبد الله بن الشّخير.
والسائل لهما: «أتريان أنه عمر بن عبد العزيز؟ فقالا: لا» ؛ هو الجُريري؛ [1] يجبى -بسكون الجيم-: جبيتُ الخراج وجَبَوْته جمعته، كذا في «المشارق» (1/138) ، و «مطالع الأنوار» (1/ق92/أ) -نسخة الملك عبد العزيز-، ولم يقع فيه خلاف، إذ لم يذكراه في (الاختلاف والوهم) ، ووقع في بعض المصادر والشروح «يجيء» ؛ وهو تصحيف. [2] أسكت؛ معناه: أطرق، وقيل: سكت وأسكت بمعنى صمت، وقيل: أسكت: أعرض، قاله القاضي عياض في «إكمال المعلم» (8/457) ، وقال النووي في «شرح صحيح مسلم» (18/53) : «أما (أسكت) ؛ فهو بالألف في جميع نسخ بلادنا، وذكر القاضي أنهم رووه بحذفها وإثباتها، وأشار إلى أن الأكثرين حذفوها» . قلت: نعم، في «الإكمال» : «عند ابن عيسى: أسكت» ، وفي هذا إشارة إلى أنها دون الألف عند غيره، وانظر: «مشارق الأنوار» (2/215 - ط. تونس) . [3] بتشديد الياء بلا همز، قال القاضي: رواه لنا الصدفي بالهمزة، وهو غلط، ومعناه: شيئاً، انظر: «إكمال المعلم» (8/457) و «مشارق الأنوار» (2/271) و «شرح النووي على صحيح مسلم» (18/53) . [4] ذكره مسلم في (الطبقة الثانية من تابعي أهل البصرة) من كتابه «الطبقات» (1/341 رقم 1784 - بتحقيقي) . وانظر: «تحفة الأشراف» (2/379 - ط. عبد الصمد) و «إتحاف المهرة» (3/576) ففيه (رواية الجريري عن أبي نضرة عن جابر) .
اسم الکتاب : العراق في أحاديث وآثار الفتن المؤلف : آل سلمان، مشهور الجزء : 1 صفحة : 239