اسم الکتاب : العراق في أحاديث وآثار الفتن المؤلف : آل سلمان، مشهور الجزء : 1 صفحة : 236
وقوله: «إني لأبصر قصر المدائن الأبيض» [1] . ثم ذكر حديثَنا في هذا السياق، قال:
«ويدل على ذلك -أيضاً-: قوله -عليه السلام-: «إذا منعت العراق درهمها وقفيزها، ومنعت الشام مديها ودينارها» . فقد أضاف الفضة البيضاء إلى العراق وهي مملكة كسرى، والدينار الأحمر إلىالشام وهي مملكة قيصر. وقد يدل هذا -أيضاً- إلى ما ذكرناه أولاً من المراد به الذهب والفضة. وقيل: هو المراد بالحديث» انتهى.
وذهب إلى نحوه أبو عبد الله محمد بن خلفة الوشتالي، الشهير بـ (الأُبّي) (ت 827هـ) في شرحه المسمى «إكمال إكمال المعلم» [2] ، قال في شرح قوله صلى الله عليه وسلم: «وأعطيت الكنزين: الأحمر والأبيض» ما نصه:
«الظاهر أنهما الذهب والفضة، وهما كنزا كسرى وقيصر، ملكي الشام والعراق؛ لحديث: «إذا [3] منعت العراق درهمها [4] ، ومنعت الشام مُدْيها
= قاله ابن كثير في «السيرة» (3/194-195) ، وحسّنه ابن حجر في «الفتح» (7/397) !
قلت: إسناده ضعيف، لميمون أبي عبد الله، نقل الأثرم عن أحمد قوله عنه: أحاديثه مناكير، وقال ابن معين: لا شيء، وقال أبو داود: تكلم فيه، وذكره ابن حبان في «الثقات» (5/418) ، وقال: «كان يحيى القطان يسيء الرأي فيه» . ولذا قال الهيثمي في «المجمع» (6/130-131) : «رواه أحمد، وفيه ميمون أبو عبد الله، وثّقه ابن حبان، وضعفه جماعة، وبقية رجاله ثقات» .
قلت: وفي «صحيح البخاري» (4101) أصله دون الزيادات التي فيه. [1] قطعة من الحديث السابق. [2] (7/312) ، وبنحوه في «مكمل إكمال الإكمال» (7/242) للسنوسي. [3] هذه رواية ابن ماهان من «صحيح مسلم» كما قدمناه، وانظر عنها: كتابي «الإمام مسلم ومنهجه في الصحيح» (1/368) ، ففيه كلام مستوعب جيد على (رواة الصحيح) ، قلّ أن تجده في كتاب، والحمد لله على نعمه الظاهرة والباطنة. [4] كذا في الأصل! وسقط منه «قفيزها و ... » .
اسم الکتاب : العراق في أحاديث وآثار الفتن المؤلف : آل سلمان، مشهور الجزء : 1 صفحة : 236