اسم الکتاب : العراق في أحاديث وآثار الفتن المؤلف : آل سلمان، مشهور الجزء : 1 صفحة : 140
ولما انهزم المسلمون يوم أحد هزمهم الكفار، قال الله -تعالى-: {أَوَلَمّا أَصَابَتْكُم مُصِيبَةٌ قَدْ أَصْبتُم مِثلَيها قُلتُم أَنّى هَذا قُلْ هُوَ مِن عِندِ أَنفُسِكم} [آل عمران: 165] .
والذنوب ترفع عقوبتها بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية والمصائب المكفرة، والقتل الذي وقع في الأمة مما يكفر الله به ذنوبها، كما جاء في الحديث، والفتنة هي من جنس الجاهلية، كما قال الزهري: وقعت الفتنة وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم متوافرون، فأجمعوا أنّ كل دم أو مال أو فرج
= وقال السخاوي في «تخريج أحاديث العادلين» (ص 158 - ط. الثانية - بتحقيقي) : «ووهب ضعيف جدّاً، ولا يصح هذا الحديث مرفوعاً» .
قلت: وهب غمز فيه غير واحد، قال ابن عدي: «ليس حديثه بالمستقيم، أحاديثه كلها فيها نظر» ، وقال الدارقطني: «متروك» ، وقال ابن حبان: «لا يحل الاحتجاج به بحال» . انظر: «ميزان الاعتدال» (4/351-352) ، و «المجروحين» (3/75) ، و «الكامل في الضعفاء» (7/2529) ، و «الضعفاء الكبير» (4/322) ، وبه أعله الهيثمي في «المجمع» (5/249) وقال عنه: «متروك» ، وتحرف فيه (وهب) إلى (إبراهيم) ؛ فليصحح.
قلت: والراوي له عنه هو المقدام بن داود، وهو مثل وهب في الضعف، وخلاس لم يسمع من أبي الدرداء.
ونقل ابن الجوزي في «العلل المتناهية» (2/768) عن الدارقطني قوله: «وهب بن راشد ضعيف جدّاً، متروك الحديث، ولا يصح هذا الحديث مرفوعاً» ، قال: «فرواه جعفر بن سليمان، عن مالك بن دينار، أنه قرأ في الكتب هذا الكلام، وهو أشبه بالصواب» ، ونقله السخاوي في «تخريج أحاديث العادلين» (ص 158 - بتحقيقي) .
قلت: أخرجه ابن أبي الدنيا في «العقوبات» (رقم 30) ، وأبو نعيم في «الحلية» (6/172) عن صالح المرّي، وأبو نعيم (2/378) عن موسى بن خلف؛ كلاهما عن مالك بن دينار، قال: «قرأتُ في بعض الحكمة: إني أنا الله ... » (وساقه) .
وأخرج ابن أبي شيبة في «المصنف» (13/187، 203) بسند صحيح إلى مالك بن مغول، قال: «كان في زبور داود: إني أنا الله لا إله إلا أنا ... » (وساق نحوه) ، فهذا هو الصحيح في هذا الباب، والله أعلم.
اسم الکتاب : العراق في أحاديث وآثار الفتن المؤلف : آل سلمان، مشهور الجزء : 1 صفحة : 140