اسم الکتاب : السلفيون وقضية فلسطين في واقعنا المعاصر المؤلف : آل سلمان، مشهور الجزء : 1 صفحة : 23
.. والصفي [1] -وربما قال: وصفيَّة-؛ فأنتم آمنون بأمان الله وأمان رسوله» [2] .
وتعرض للفتنة التي ألمت به، وصرح بموقفه من المسألة ببيانٍ ناصع، وحجة واضحة، وشدّ فهمه للنصوص بكلام بعض العلماء المحققين، وهذا كلامه بحرفه ونصّه وفصّه:
«قلت: في هذا الحديث بعض الأحكام التي تتعلق بدعوة الكفار إلى الإسلام، من ذلك: أن لهم الأمان إذا قاموا بما فرض الله عليهم، ومنها: أن يفارقوا المشركين ويهاجروا إلى بلاد المسلمين، وفي هذا أحاديث كثيرة، يلتقي كلها على حضّ من أسلم على المفارقة، كقوله - صلى الله عليه وسلم -: «أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين، لا تتراءى نارهما» ، وفي بعضها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - اشترط على بعضهم في البيعة أن يفارق المشرك، وفي بعضها قوله - صلى الله عليه وسلم -:
«لا يقبل الله -عز وجل- من مشرك بعد ما أسلم عملاً، أو يفارق المشركين إلى المسلمين» .
إلى غير ذلك من الأحاديث، وقد خرجت بعضها في «الإرواء» (5/9-33) ، وفيما تقدم برقم (636) .
وإن مما يُؤْسَفُ له أشد الأسف، أن الذين يُسْلمون في العصر الحاضر ... -مع كثرتهم والحمد لله- لا يتجاوبون مع هذا الحكم من المفارقة، وهجرتهم [1] (الصَّفِيّ) : ما كان - صلى الله عليه وسلم - يصطفيه ويختاره من عرض المغنم من فرس أو غلام أو سيف، أو ما أحب من شيء، وذلك من رأس المغنم قبل أن يخمَس، كان - صلى الله عليه وسلم - مخصوصاً بهذه الثلاث (يعني المذكورة في الحديث: الخمس والسهم والصفي) عقبة وعوضاً عن الصدقة التي حرمت عليه. قاله الخطابي. (منه) . [2] أخرجه عبد الرزاق (4/300/7857) ، وأحمد (5/77، 78) ، والخطابي في «غريب الحديث» (4/236) ، والبيهقي (6/303 و9/13) ، وإسناده صحيح على شرط الشيخين. (منه) .
اسم الکتاب : السلفيون وقضية فلسطين في واقعنا المعاصر المؤلف : آل سلمان، مشهور الجزء : 1 صفحة : 23