اسم الکتاب : السر المكتوم في الفرق بين المالين المحمود والمذموم المؤلف : السخاوي، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 220
على أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يقتصر في الدعاء لأنس -رضي الله عنه- بالإكثار فقط، بل ضم إليه الدعاء بالبركة الذي صدوره منه - صلى الله عليه وسلم - يشمل عدم الافتتنان به، بحيث يزول محذوره، إذ الدنيا بلاء وفتنة [1] .
ففي الأحاديث الإلهية يقول الله -عزَّ وجلَّ-: «ابن آدم ما خلقت هذه الدنيا إلا محنة» [2] ، ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ الله مستخلفكم فيها فناظرٌ كيف تعملون» [3] . وقال أيضاً: «إن هذا الدينار والدرهم أهلكا من كان قبلكم، وأنهما مهلكاكم فانظروا كيف تعملون» [4] .
وقال -أيضاً-: «لكل أمة فتنة، وفتنةُ أمتي المال» [5] .
وكذا يشمل عدم نفادها من بين يديه، واحتياجه إلى اللئام ممن يفخر ويزهو بها عليه [6] .
قال - صلى الله عليه وسلم - لجرير -رضي الله عنه-: «يا جرير إني أحذِّرك الدُّنيا، وحلاوةَ رضاعها، ومرارة فطامها» [7] .
ولا شك أن من فاز بشمول البركة في ماله كان ممن يغبط على نواله.
قال - صلى الله عليه وسلم -: «لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً، فسلَّطه على هلكته في الحق، ... » [8] . [1] نحوه في «الأجوبة المرضية» (2/745) . [2] مضى تخريجه (ص 105) . [3] مضى تخريجه (ص 105) . [4] مضى تخريجه (ص 106) . [5] مضى تخريجه (ص 106) . [6] نحوه في «الأجوبة المرضية» (2/745) . [7] مضى تخريجه (ص 112) . [8] مضى تخريجه (ص 112) .
اسم الکتاب : السر المكتوم في الفرق بين المالين المحمود والمذموم المؤلف : السخاوي، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 220