responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السر المكتوم في الفرق بين المالين المحمود والمذموم المؤلف : السخاوي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 108
وللخوف من الفتن يُروى -كما عند أبي يعلى وغيره - عن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنهما- عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «خيركم بعد المئتين الخفيف الحاذ [1] الذي لا أهل له ولا ولد» [2] .

= بسيىء الدعاء ليرجع إلى المولى، والمخلص خصه بحبذا، وهي درجة المحبوبين الأولياء، فالمال إذا شغل عن ذكر الله، وعن القيام بحقوقه؛ فبئس المال، وإذا لم يمنع عن ذلك؛ فنعم المال، كما قال
-عليه الصلاة والسلام-: «نعم المال الصالح للعبد الصالح» . لكن لما كانت سلامة الدين مع ذلك نادرة، والفتن والآفات من ذلك غالبة، تعين التقلل منه والفرار، وأن لا يأخذ المرء منه إلا ما يكفيه عند الحاجة والاضطرار.
وقد قال أرباب الفهوم: ما يشغلك عن الله من أهل أو مال، فهو عليك مشؤوم.
وقال يحيى بن المتوكل: كنت أمشي مع سفيان الثوري، فمررت برجل بنى بناء وشيده، فقال: لا تنظر إليه، إنما بناه لينظر إليه.
وقال هشام بن عروة: كان أبي إذا دخل على من عنده شيء من زينة الدنيا أسرع الرجوع إلى أهله، وقام بالباب، ونادى: {لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ} [طه: 131] إلى آخر الآية، ثم ينادي: الصلاة الصلاة، فيقومون فيصلون أجمعون» .
[1] خفيف الحاذ: أي خفيف الظهر من العيال، والحاذ والحال واحد، وأصل الحاذ: طريقة المتن، وهو ما يقع عليه اللَّبْدُ من ظهر الفرس. انظر: «النهاية» (1/457) ، و «لسان العرب» (3/487) .
[2] أخرجه أبو يعلى في «مسنده الكبير» -رواية ابن المقرىء، كما في «المطالب العالية» (17/ 617 رقم 4359- ط. العاصمة) ، و «المقاصد الحسنة» (ص203) -، والترقفي في «حديثه» (ق1/ ب) ، وابن أبي حاتم في «العلل» (2/132) ، والعقيلي في «الضعفاء» (2/69) ، والخليلي في «الإرشاد» (2/47 رقم 129) ، وابن عدي في «الكامل» (3/1037) ، والبيهقي في «الشعب» (7/ 292 رقم 10350) ، والخطابي في «العزلة» (ص 36) ، وابن الأعرابي في «الزهد» (ص 61 رقم 106) ، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (6/55 و18/211) ، والخطيب في «تاريخ بغداد» (6/ 197-198 و11/225) ، و «المهروانيات» (رقم 47) ، وابن الجوزي في «العلل المتناهية» (رقم 1051، 1052) ، والذهبي في «سير أعلام النبلاء» (13/14) ، جميعهم من طريق روَّاد بن الجرَّاح: ثنا سفيان الثوري، ثنا منصور: ثنا ربعي عن حذيفة، رفعه.
وذكره الديلمي في «الفردوس» (2/170 رقم 2852) .
وعزاه السيوطي في «الجامع الكبير» (1/519) ، والعراقي في «تخريج أحاديث الأحياء» =
اسم الکتاب : السر المكتوم في الفرق بين المالين المحمود والمذموم المؤلف : السخاوي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 108
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست