responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السر المكتوم في الفرق بين المالين المحمود والمذموم المؤلف : السخاوي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 105
وقد أنشد سلم بن ميمون الخوّاص [1] :
أرى الدنيا لِمَنْ هي في يديْهِ ... عذاباً كلَّما كَثُرَت لديه
تُهينُ المُكرمِينَ لها بصُغْرٍ ... وتُكرِمُ كلَّ مَنْ هانَتْ عليه

على أنه - صلى الله عليه وسلم - لم يقتصر في الدعاء لأنس -رضي الله عنه- بالإكثار فقط، بل ضم إليه الدعاء بالبركة [2] الذي صدوره منه - صلى الله عليه وسلم - يشمل عدم الافتتان به بحيث يزول محذوره، إذ الدنيا بلاء وفتنة، ففي التنزيل: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ} [التغابن: 15] .
وفي الأحاديث الإلهية يقول الله -عزَّ وجلَّ-: «ابن آدم ما خلقت هذه الدنيا إلا محنة» [3] ، ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم -: «إنَّ الله مستخلفكم فيها فناظرٌ كيف تعملون» [4] .

= وانظر: «الزهد» لابن أبي عاصم (باب ما ذكر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من كانت همته ونيته الآخرة؛ أتته الدنيا وهي راغمة» (ص 62 وما بعدها) ، و «زهد وكيع» (رقم 359، 360) والتعليق عليه، و «إتحاف السادة المتقين» (6/290) .
ومعنى الحديث: إن المشتغل بالسبب معرضاً عن النظر في غيره؛ فمشتغل بأمرٍ واحد، وهو التعبّد بالسبب أي سبب كان، ولا شك أن همّاً واحداً خفيفٌ على النفس جدّاً بالنسبة إلى هموم متعدّدة، بل همّ واحدٌ وثابتٌ خفيف بالنسبة إلى همّ واحد متغيّر مُتشتِّت في نفسه، وللكلاباذي كلام مطول حوله، انظر: «معاني الأخبار» له (ص 333-335) .
[1] ذكر ذلك أبو نعيم في «الحلية» (8/278) ووقع فيه: «كلما كوت» ؛ وهو خطأ، صوابه المثبت، وفيه -أيضاً-: «سالم بن ميمون الخواص» ، وهو خطأ، صوابه: «سلم» » . له ترجمة في «الجرح والتعديل» (4/267) ، «ميزان الاعتدال» (2/186) ، «السير» (8/179) .
وقد وجدت الأبيات عند ابن أبي الدنيا في «ذم الدنيا» (رقم 438) وذكر تمثّل بعضهم بها.
[2] انظر: «الأجوبة المرضية» (2/745) ، وسيأتي كلامه في التعليق على آخر رسالتنا هذه.
[3] أورده الديلمي في «الفردوس» (8051) من حديث ابن عمر.
[4] جزء من حديث أخرجه بنحوه: أحمد (3/7 و51 و84) ، والحميدي (752) ، وعبد بن حميد (864) ، والترمذي (2191) ، وابن ماجه (4000) ، والنسائي في «الكبرى» (9269) ، وأبو يعلى (1101 و1212 و1213 و1245) من حديث أبي سعيد الخدري، وفي إسناده علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف.
اسم الکتاب : السر المكتوم في الفرق بين المالين المحمود والمذموم المؤلف : السخاوي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 105
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست