اسم الکتاب : السر المكتوم في الفرق بين المالين المحمود والمذموم المؤلف : السخاوي، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 101
الله - صلى الله عليه وسلم -، وإلى صاحبيه أبي بكرٍ، وعمرَ -رضي الله عنهما-، فأخذوها ووضعوها في مواضعها وما هربوا منها لكونهم قد استوى عندهم الماء والمال، والذهب والحجر [1] ،
كما عُرف من سيَرهم وأحوالِهم، إلى غيرهم من الخلفاء الراشدين، والأئمة المهديّين، الذين كانوا مع تفاوت مراتبهم للمال خُزّاناً، لا يمتَنِعون عن بذله في مصارفه التي يزداد بها الدّين قوةً وبرهاناً، ولا يدّخرون لأنفسهم منه داراً وبستاناً، بل هم واقفون عند قوله - صلى الله عليه وسلم -: «إنما أنا قاسم والله يُعطي» [2] ، متحرزون
= «قال ابن قانع: كذا قال. وهو تصحيف. وإنما هو (عن عروة) لا (عن غرقدة) . قلت: وهذا الحديث في «صحيح البخاري» من حديث سفيان بن عيينة، لكن (عن عروة بن الجعد) ، والحديث مشهور من حديثه. وقد بيّنتُ في «شرح البخاري» السبب في إخراج البخاري له، مع أنه (عن الحي) ولا يعرف أحوالهم، والله أعلم» .
قال أبو عبيدة: وما نقله ابن حجر في «فتح الباري» سبق أن ذكرناه في تخريج الحديث السابق، وما نقله عن ابن قانع: «كذا قال ... » غير موجود في مطبوع «معجم الصحابة» له. [1] من قوله: «حملت خزائن الأرض إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى هنا» نقله المصنف عن أبي حامد الغزالي في: «إحياء علوم الدين» للغزالي (4/204- ط. دار إحياء الكتب العربية) ، وقال العراقي في تخريجه (7/2237) : «وهذا معروف، وقد تقدم في آداب المعيشة عن البخاري تعليقه مجزوماً من حديث أنس: أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - بمال من البحرين، وكان أكثر مال أتى به، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الصلاة ولم يلتفت إليه، فلما قضى الصلاة جاء إليه، فما كان يرى أحد إلا أعطاه. ووصله عمرو بن محمد البحيري في «صحيحه» من هذا الوجه.
وفي «الصحيحين» من حديث عمرو بن عوف: قدم أبو عبيدة بمال من البحرين، فسمعت الأنصار قدومه، ... الحديث.
ولهما من حديث جابر: لو جاءنا مال البحرين أعطيتك هكذا ثلاثاً، فلم يقدم حتى توفي النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأمر أبو بكر منادياً فنادى: من كان له على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عدة أو دين فليأتنا، فقلت: إن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعدني فحثا لي ثلاثاً» . انتهى. [2] جزء من حديث: «مَن يُرِد اللهُ به خيراً يفقهْه في الدّين» ، أخرجه أحمد (2/234) ، وأبو يعلى (5855) ، والطحاوي في «شرح المشكل» (1691) من حديث أبي هريرة، وأصله عند ابن ماجه برقم (220) من حديث أبي هريرة، واقتصر فيه على شطره الأول: «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين» . =
اسم الکتاب : السر المكتوم في الفرق بين المالين المحمود والمذموم المؤلف : السخاوي، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 101