اسم الکتاب : الدر المنضود في الصلاة والسلام على صاحب المقام المحمود المؤلف : الهيتمي، ابن حجر الجزء : 1 صفحة : 251
الثاني والأربعون: عند افتتاح كل كلام
، كما نصّ عليه الشافعي رضي الله تعالى عنه حيث قال: (أحبّ أن يقدّم المرء بين يدي خطبته وكلّ أمر طلبه حمد الله، والثناء عليه سبحانه وتعالى، والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم) اهـ «1»
ودليله: ما أخرجه جماعة بسند ضعيف: أنه صلى الله عليه وسلم قال:
«كل كلام لا يذكر الله تعالى فيه فيبدأ به وبالصلاة عليّ.. فهو أقطع ممحوق من كل بركة» ، وفي رواية لابن منده: «كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بذكر الله، ثم بالصلاة عليّ.. فهو أقطع أكتع، ممحوق البركة» [2] .
[الثالث والأربعون: عند ذكره صلى الله عليه وسلم]
كما مرّ حكما ودليلا [3] ، وحكى القاضي عياض عن التّجيبي: (أنه قال: واجب على كل مؤمن ذكره صلى الله عليه وسلم، أو ذكر عنده أن يخضع ويخشع ويتوقّر ويسكّن من حركته، ويأخذ من هيبته وإجلاله صلى الله عليه وسلم، بما كان يأخذ به نفسه لو كان بين يديه، ويتأدب بما أدبنا الله تعالى به، قال: وهذه كانت سيرة سلفنا الصالح، وأئمتنا الماضين) [4] .
وكان مالك رضي الله تعالى عنه إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم يتغيّر لونه، وينحني حتى يصعب ذلك على جلسائه، فقيل له في ذلك، فقال: لو رأيتم ما رأيت.. لما أنكرتم عليّ ما ترون، وحكى عن أئمة السلف الذين لقيهم: أنه كان يحصل لهم عند سماع ذكره صلى الله عليه وسلم نحو ذلك من كثرة البكاء، واصفرار اللون، وجفاف اللسان في الفم؛ هيبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فتأمل ذلك.. تعرف ما يتأكد عليك من الخشوع
(1) الأم (6/ 106) . [2] أخرجه الخليلي في «الإرشاد» (119) ، ولتمام الفائدة انظر «فيض القدير» للإمام المناوي (5/ 14) . [3] انظر (ص 65) . [4] الشفا بتعريف حقوق المصطفى (ص 519) .
اسم الکتاب : الدر المنضود في الصلاة والسلام على صاحب المقام المحمود المؤلف : الهيتمي، ابن حجر الجزء : 1 صفحة : 251