اسم الکتاب : الخلاف أسبابه وآدابه المؤلف : القرني، عائض الجزء : 1 صفحة : 30
عاشراً - حب الخلاف لذاته
يقول أحد الشعراء:
مشغوفة بخلافي لو أقول لها ... يوم الغدير لقالت ليلة الغارِ
وهكذا فإن بعض الناس لا يرتاح إلا أن يخالف من أمامه. فهو يجلس معك, فإذا استمع رأيك خالفك.
مثلا تقول: هذا الأمر يجوز.
فيقول: لا يجوز اعتباطاً.
تقول: نذهب.
يقول: نجلس!
تقول: اليوم حار.
يقول: اليوم بارد!
وهذا كله فقط لمخالفتك ولذلك جعلوا من آداب الصحبة: ألا تخالف صاحبك إلا في معصية لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق» [1] .
يقول ابن المبارك رحمه الله:
وإذا صاحبت فاصحب ماجداً ... ذا عفافٍ وحياءٍ وكرمْ
قوله للشيء لا إن قلتَ لا ... وإذا قلت نعم قال نعمْ
والمقصود طبعاً في غير معصية الله تعالى.
ويقول في مقطوعة أخرى:
وإذا صاحبت قوماً أهل ودٍّ ... فكن لهم كذي الرحم الشفيقِ
ولا تأخذ بزلة كل قومٍ ... فتبقى في الزمان بلا رفيقِ [1] مصنف ابن أبي شيبة رقم (33706) ج6 عناية محمد عبد السلام شاهين, مصنف عبد الرازق رقم (3798) ج2, تحقيق أيمن الأزهري بلفظ قريب جداً, مسند أحمد رقم 3889ج6 بلفظ قريب جداً, تحقيق شعيب الأرنؤوط ومحمد نعيم العرقسوسي وإبراهيم الزيبق.
اسم الکتاب : الخلاف أسبابه وآدابه المؤلف : القرني، عائض الجزء : 1 صفحة : 30