4- عن أم حكيم بنت دينار، عن مولاتها أم إسحق رضي الله عنها {أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأُتي بقَصْعَةٍ من ثَريد فأكلتْ معه، ومعه ذو اليدين، فناولها رسول الله صلى الله عليه وسلم عَرْقاً، فقال: يا أم إِسحق، أَصيبي من هذا، فذكرتُ أني كنت صائمة، فرددتُ يدي لا أُقدِّمها ولا أُؤخِّرها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مالَكِ؟ قالت: كنت صائمة، فنسيت، فقال ذو اليدين: الآن بعدما شبعتِ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أَتمِّي صومَك فإنما هو رزق ساقه الله إليكِ} رواه أحمد (27609) والطبراني في كتاب المعجم الكبير. والعَرْق: هو العظم إذا بقي عليه لحمٌ قليل.
فهذه النصوص تدل دلالة واضحة على أن من أكل أو شرب ناسياً، فلا قضاء عليه ولا كفارة، وصومه صحيح، سواء منه ما كان فرضاً كصوم رمضان، أو كان تطوُّعاً، وسواء أكان الأكل والشرب وصلا إلى درجة الشبع أم كانا دونه. ولم أجد لمالك دليلاً على قوله الذي يخالف به هذه الأدلة، ولم أجد في المدونة الكبرى إلا فتياه فقط بأن الصائم إذا أكل أو شرب فسد صومه، وغفر الله تعالى لنا وله.
ثانياً: السُّحور
فضل السحور:
وردت في فضل السُّحور الأحاديث التالية:
1- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم {تسحَّروا فإن في السَّحور بركة} رواه البخاري (1923) ومسلم والنَّسائي والترمذي وابن ماجة والدارمي.
2- عن عبد الله بن الحارث، يحدِّث عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال {دخلتُ على النبي صلى الله عليه وسلم وهو متسحِّر، فقال: إنها بركة أعطاكم الله إياها، فلا تدَعُوه} رواه النَّسائي (2162) وأحمد.