إنَّ مَن فطَّر صائماً فقد نال ثواباً مثل ثوابه، فيكون قد حصَّل ثوابين اثنين في يوم واحد، دون أن يَنقُصَ من أجرِ الصائم شيءٌ، كل ثوابٍ منهما قد يُضاعفُه الله سبحانه وتعالى سبعَمائةِ ضعفٍ، كما يدلُّ عليه الحديث الأول الوارد في الفصل الأول [فضل الصوم] ولا شك في أن من وقف على هذا الثواب المضاعَف حرص على دعوةِ صائمٍ ليفطر عنده، فقد رُوي عن زيد بن خالد الجُهَني، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال {مَن فطَّر صائماً كُتب له مثلُ أجره إلا أنه لا يَنْقُصُ من أجر الصائم شيءٌ ومن جهَّز غازياً في سبيل الله أو خَلَفَه في أهله كُتب له مثلُ أجره إلا أنه لا ينقُصُ من أجر الغازي شيءٌ} رواه أحمد (17158) والنَّسائي وابن ماجة وابن حِبَّان والطبراني ورواه الترمذي وقال [حديث حسن صحيح] وروى الدارمي (1703) القسم الأول منه فقط. ورواه ابن خُزيمة (2064) بلفظ {من جهَّز غازياً أو جهَّز حاجاً أو خَلَفَه في أهله، أو فطَّر صائماً كان له مثلُ أجورِهم من غير أن يُنْتَقَصَ من أُجورهم شيءٌ} وسنده صحيح. وعن أم عمارة رضي الله عنها قالت {أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرَّبْنا إليه طعاماً فكان بعضُ من عنده صائماً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الصائم إذا أُكِل عنده الطعامُ صلَّت عليه الملائكة} رواه ابن ماجة (1748) وأحمد وابن حِبَّان وابن خُزيمة. ورواه الترمذي (782) والنَّسائي والدارمي بلفظ { ... إن الصائم تصلي عليه الملائكة إذا أُكِل عنده حتى يَفْرُغوا وربما قال: حتى يشبعوا} وقال [هذا حديث حسن صحيح] وقد مرَّ قبل قليل حديث أنس رضي الله عنه، عند ابن أبي شيبة وعبد الرزاق والبيهقي وفيه (أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامَكم الأبرارُ، وصلَّت عليكم الملائكة) وفي رواية (ونزلت عليكم الملائكة) وفي رواية (وتنزَّلت عليكم الملائكة) فصلاة ملائكة الله سبحانه على من فطَّر صائماً