…وعاشوراء هو اليوم العاشر من شهر الله المحرم على الصحيح، وهو ما ذهب إليه جمهور العلماء وليس اليوم التاسع كما يقول قلَّة منهم، وذلك أن كلمة عاشوراء بمعنى اليوم العاشر هي مقتضى الاشتقاق والتسمية، وأنَّ اليوم التاسع يسمى تاسوعاء. ثم إن الأحاديث تدل على هذا، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال {أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصوم عاشوراء يوم العاشر} رواه الترمذي (752) وقال [حديث ابن عباس حديث حسن صحيح] وعن عائشة رضي الله عنها {أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بصيام عاشوراء يوم العاشر} رواه البزَّار (1051) . قال الهيثمي [رجاله رجال الصحيح] وهما حديثان يدلان على أن عاشوراء هو اليوم العاشر منطوقاً. وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {لئن بقيتُ إلى قابل لأصومنَّ التاسع – وفي رواية أبي بكر قال: يعني يوم عاشوراء -} رواه مسلم (2667) وأحمد بن حنبل والبيهقي. وفي رواية ثانية لمسلم (2666) وأبي داود من طريقه رضي الله عنه بلفظ { ... قالوا: يا رسول الله إنه يوم تعظِّمُه اليهود والنصارى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإذا كان العام المقبل – إن شاء الله – صمنا اليوم التاسع قال: فلم يأتِ العامُ المقبلُ حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم} وهذا الحديث يدل أيضاً على أن عاشوراء هو اليوم العاشر وليس التاسع كما توهم عدد من الفقهاء، وذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصوم عاشوراء كما هو ثابت في النصوص ويقول هذا الحديث إن الرسول صلى الله عليه وسلم نوى أن يصوم اليوم التاسع إلا أنه توفي قبل أن يصومه فلم يصمه مما يدل دلالة بالغة القوة والوضوح على أن العاشر هو ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه، وأن اليوم التاسع لم يصمه الرسول عليه الصلاة والسلام مطلقاً، وقد جاء اللفظ عند ابن ماجة (1736) مبيِّناً علة صيام اليوم