responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام المؤلف : المشعبي، عبد المجيد بن سالم    الجزء : 1  صفحة : 82
سائر الكواكب، وهذا اللفظ يؤكد أن إبراهيم كان مناظراً لهؤلاء الذين يزعمون ألوهية الكواكب[1] إذ لو كان يقصد الاستدلال على الألوهية بمطلق الكبر، لكان توجيه الاستدلال بالسماء أولى وأحرى، لأنها أكبر حجمًا من الشمس بلا شك ولا ريب.
أما اعتراضه في الوجه الخامس، وهو (أنه لم يدل دليل على عبادة قوم إبراهيم للكواكب) : فالجواب عنه: أن هذه الآيات دلت على إنهم كانوا يعبدون الكواكب، لذلك كانت مناظرة إبراهيم لقومه ليصرفهم عن هذا الشرك، ويوجههم إلى عبادة الله وحده.
أما الاعتراض في الوجه السادس، وهو (أنه قال للخصم: هذا ربي، ولم يقل: هذا ربنا، ولا هذا رب..) : فالجواب عنه: أن قول إبراهيم {هَذَا رَبِّي} إنما كان على صيغة الاستفهام الإنكاري، حتى إذا قرر قومه ذلك أبطل معتقدهم بالحجة القاطعة، ولا شك أن استخدام مثل هذا الأسلوب أدعى للقبول.
أما اعتراضه في الوجه السابع، وهو (أن علة قوم إبراهيم {هَذَا رَبِّي} رؤية الكوكب) : فالجواب عنه أنه صحيح أن قوله تعالى: {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأى كَوْكَباً قَالَ هَذَا رَبِّي ... } يشعر بأن علة رؤية الكوكب، جنون الليل عليه، وعلة قوله: هذا ربي، رؤية الكوكب، ولكن لا يدل ذلك على حصر العلة في هذا، وانتفاء وجود علل أخرى، لذلك فإن حجتكم هذه لا تدل على انتفاء أن تكون علة قوله: {هَذَا رَبِّي} أيضاً احتجاج ومناظرة إبراهيم لقومه.

[1] انظر: "تفسير الكبير": (13/60) .
اسم الکتاب : التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام المؤلف : المشعبي، عبد المجيد بن سالم    الجزء : 1  صفحة : 82
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست