responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام المؤلف : المشعبي، عبد المجيد بن سالم    الجزء : 1  صفحة : 79
أما قوله: (إن القول بأن إبراهيم كان مناظراً لقومه محتجًّا عليهم فيه بُعدٌ لوجوه:
الوجه الأول: أنه خلاف الظاهر ولا موجب للتأويل ... ) .
قلت: بل قوله الذي فيه بعد وخلاف الظاهر، فقد خالفوا بطريقتهم هذه الرسول وخالفوا ظاهر الآية: فأما مخالفتهم للرسول فبإتباع طريقة النظر وجعلهم هذه الطريقة أول واجب على المكلف، وقد أسلفت الرد على هذه الطريقة. وأما مخالفتهم لظاهر الآية فمن عدة وجوه:
الوجه الأول: تعطيل العطف الوارد في قوله تعالى: {فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ ... } الذي يفيد الترتيب، مما يدل على أن إبراهيم قال مقالته تلك بعد أن رأى ملكوت السموات والأرض، أو بعد مناقشته لأبيه آزر بشأن عدم صلاحية الأصنام للعبادة[1].
الوجه الثاني: قوله تعالى: {قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ} ، فادعاؤكم أن هذا الكلام موجه إلى أم إبراهيم عليه السلام وأبيه، أو إلى أنها حادثة حدثت فيما بعد بينه وبين قومه لا يستقيم مع دعوى الظاهر، حيث إنه من المعلوم أن إبراهيم لما خرج من الغار –كما تزعمون- لم يكن معه لا قوم ولا صنم[2]. أما القول بأن إبراهيم كان مناظراً لقومه فهو لا يحتاج إلى مثل هذا التأويل.
الوجه الثالث: قوله تعالى بعد أن ذكر إبراهيم هذه القصة: {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِ} ، ولم يقل: على نفسه، فعلم أن هذه المباحثة

[1] انظر: "الكشاف": (2/30) ، و"التفسير الكبير": (13/49-50) .
[2] انظر:"التفسير الكبير": (13/51) .
اسم الکتاب : التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام المؤلف : المشعبي، عبد المجيد بن سالم    الجزء : 1  صفحة : 79
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست