مواردهم[1] المائية بحسب ما اعتادوا من أوقاتها، وتخيرهم الأزمان لنتاج مواشيهم، ولضراب الفحول، ومعرفتهم بالأمطار على اختلافها، والتوصل إلى جهة القبلة بالنجوم، ومعرفة مواقيت الصلاة وساعات الليل بظهورها وأفولها[2]، وهذا ما يسمى بعلم التسيير[3].
- القسم الثالث: الوهميات:
وهو ما يزعمه المنجمون من أحكام النجوم، وتأثيرها في هذا العالم.
وهذا القسم نوعان:
النوع الأول: اعتقاد أن هذه الكواكب تدبر هذا الكون، وأنها أحياء ناطقة مختارة، منها يصدر الخير والشر، وأن حركاتها تحدث جميع حوادث الكون والفساد[4]. ومعتقدو هذا المذهب انقسموا إلى أربعة أصناف:
الصنف الأول: أصحاب الهياكل[5]: وهم الذي اعتقدوا أن الهياكل (الكواكب) آلهة وأرباب معبودة، وأن الله رب الأرباب وإليه التوسل والتقرب. والتقرب إلى هذه الهياكل تقرب إلى الروحانيات، والتقرب إلى الروحانيات تقرب إلى الله تعالى. وهذه الهياكل هي المدبرة لكل ما في عالم الكون والفساد. وهي قديمة فاعلة ناطقة، ممكنة الوجود لذواتها، واجبة [1] الموارد: المناهل، والمنهل: المشرب. انظر: "لسان العرب": (3/456) ، (11/681) . [2] انظر: "حكم علم النجوم": (ق1أ) .
3 "فضل علم السلف على الخلف": ص134. [4] انظر: "السر المكتوم" للرازي: (ق184ب) . [5] نسبة إلى الكواكب، وأطلقوا اسم الهياكل على الكواكب لأنهم اعتقدوا أن لكل روحاني كوكب، ونسبة الروحاني إلى الهيكل الذي اختص به كنسبة الروح إلى الجسد.
انظر: "الملل والنحل": (2/7) .