responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام المؤلف : المشعبي، عبد المجيد بن سالم    الجزء : 1  صفحة : 190
جزء من السبب المؤثر، وليست بمؤثر تام، فإن تأثير الشمس مثلاً إنما كان بواسطة الهواء، وقبوله للسخونة والحرارة، ويختلف هذا القبول عند قرب الشمس من الأرض وبعدها.. وهكذا. فكل واحد من هذه جزء السبب مع وجود أشياء أخرى مكملة لسبب. وقد يقدر الله تعالى أموراً أخرى تمنع هذه الأسباب ليظهر عليها أثر القهر والتسخير، فإثبات مثل هذه التأثيرات لا ينكر، أما الذي ينكر عليهم فهو دعوى أن جملة الحوادث في العالم من الأرزاق والآجال والسعادة والنحوسة وجميع ما في العالم تقع لكون الكواكب هي المؤثرة فيه ومن تحتها خاضع لها، وهذا يختلف عن ذلك[1].
ثم إن النوع الأول قد دل عليه الشرع والعقل والحس بخلاف النوع الثاني لم يدل عليه شيء من ذلك، بل يناقضه كما أشرت إلى ذلك في الوجه الأول.
الوجه الثالث: لو سلمنا –جدلاً- أن للكواكب تأثيراً بالسعد والنحس –كما يزعمون- فإنه لا يمكن معرفة هذا التأثير إلا بالنظر إليها ومعرفة طبائعها مفردة ومجتمعة، فإذا لم يفعل ذلك المنجم لا يمكن له حصوله العلم بهذا التأثير[2]، وهذا لا يستطيع الإحاطة به منجم، بل ولا أي مخلوق مما يجعل معرفة هذا التأثير مستحيلاً، ويجعل هذه الصناعة مستحيلة الوجود ويحكم على أحكام الأولين والآخرين بالبطلان، وذلك لأربعة أمور هي:

[1] انظر: "مفتاح دار السعادة": (2/160-166) .
[2] انظر: المصدر نفسه: (2/128) .
اسم الکتاب : التنجيم والمنجمون وحكم ذلك في الإسلام المؤلف : المشعبي، عبد المجيد بن سالم    الجزء : 1  صفحة : 190
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست