وجه الاستدلال من حديث أبي هريرة:
قالوا: دلّ الحديث على أن الإمام لا يجهر بالتأمين. وإنما يُسرِّه ويُخافت به. إذ لو كان الإمام يجهر بالتأمين، لكان مسموعاً، ولما احتيج إلى التنبيه إلى ذلك، والإعلام به [1].
1- وبحديث: “ خير الدعاء الخفي، وخير الرزق ما يكفي “ [2].
2- وبأثر ابن مسعود رضي الله عنه: “ أربع يُخفيهن الإمام: التعوذ، والتسمية، وآمين، وربنا لك الحمد “ [3].
3- وقالوا: إن التأمين دعاء، فيُستحب إخفاؤه، لا الجهر به، كالتشهد [4].
4- قالوا: والدليل على أنه دعاء، قوله تعالى: {قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا} وقد كان هارون يؤمّن على دعاء موسى. فسمّاهما الله داعِيَيْن [5].
وقالوا: إن ما جاء في بعض الأحاديث أنه رفع بها صوته. فالجواب عليه: إنه كان اتفاقاً، لا قصداً. أو كان لتعليم الناس أن الإمام يؤمّن كما يؤمّن القوم[6]. [1] انظر: المبسوط 1/32، بدائع الصنائع 1/207. [2] تقدم تخريجه من حديث سعد بن مالك. واستدل به في المبسوط 1/32. [3] قال ابن حجر في الدراية 1/131: (لم أجده هكذا..، ولكن روى ابن أبي شيبة عن ابن مسعود: “ أنه كان يخفي: التسمية، والاستعاذة، وربنا لك الحمد “) وأورده ابن حزم في المحلى 3/264 عن علقمة والأسود عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: “ يخفي الإمام ثلاثاً: التعوذ، وبسم الله الرحمن الرحيم، وآمين “ وقال عنه الزيلعي في نصب الراية 1/325: (غريب) . وفي الباب عن عمر بن الخطاب، وعلي رضي الله عنه. انظر: المحلى 3/264، الجوهر النقي 2/84، 58، فتح القدير 1/291. [4] انظر: المغني 2/162، الشرح الكبير 3/449، حاشية الدسوقي 1/248. [5] انظر: الجامع لأحكام القرآن 1/130، المبسوط 1/32، بدائع الصنائع 1/207. [6] انظر: المبسوط 1/32.