responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البحث العلمى أساسياته النظرية وممارسته العملية المؤلف : رجاء وحيد دويدري    الجزء : 1  صفحة : 67
المبحث الثالث: خصائص البحث العلمي "Characteristics of Scientefic Research":
تعريف: لعل تعريف البحث أسهل من تعريف العلم، رغم ذلك لم يتفق العلماء والباحثون العلميون على تعريف واحد موحد، فكلمة "بحث"[1] غير محددة، متعددة الوجوه، تتسم بالمرونة مثل العقل تستخدم في هذه الأيام لوصف كثير من الأنشطة، التي يبدو للوهلة الأولى أن لها روابط ظاهرية قليلة فيما بينها، أو بينها وبين العلم، ولها أيضا عدد من الروابط الأخرى، مما يثير غضب العلماء من ذوي الخبرة.
والاختلاف واسع الانتشار في استخدام كلمة "بحث" يوحي بتعدد التفسيرات الممكنة، ينحصر إحداها في أولئك الذين يعتقدون أنهم يستخدمون الكلمة بمعنى صحيح وحصري وهم أقلية محدودة، وعلى كل حال فإن تحليل جميع التعاريف والاستخدامات السارية فيما يتعلق بكلمة "بحث"، أمر يتجاوزه الحيز المتاح، ومن خلال استعراضنا لتعاريف متعددة لكلمة "بحث" نستطيع أن نميز بعض الخيوط أو العناصر العامة.
إن الفعل "RESEARCH" "يفيد البحث" يعني ينشد ثانية، أو يفحص الشيء ثانية بعناية، أما الاسم "بحث" فيعرف عادة بأنه التقصي بعناية، وبخاصة الاستقصاء المنهجي في سبيل زيادة مجموع المعرفة، الذي يزداد بإضافة معرفة جديدة.
والبحث في اللغة كما يقول ابن منظور: "البحث طلبك الشيء في التراب والبحث أن تسأل عن شيء وتستخبر"[2] وعند الجرجاني "البحث لغة: هو التفحص والتفتيش، واصطلاحا: هو إثبات النسبة إيجابية أو سلبية بين الشيئين بطريق الاستدلال"[3] ومعنى اصطلاحي آخر يقول: "طلب الحقيقة وتقصيها وإشاعتها بين الناس" وقد ذكر المؤرخ التركي المعروف "حاجي خليفة" في كتابه "كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون" أن التأليف والبحث لا يخرج عن أن يكون في سبعة أنواع، ونصت عباراته الشهيرة: "التأليف في سبعة أنواع" لا يؤلف عالم عاقل إلا فيها وهي:
1- إما إلى شيء لم يسبق إليه فيخترعه.

[1] نميز كلمة بحث عن كلمة الدراسة: فالبحث: كل عمل علمي يظهر فيه جهد الاستقصاء والتفتيش في جمع المادة التي يتطلبها ثم تحليلها وتفسيرها هو بحث، أما الدراسة فتعني قراءة الكتب وحفظها ودرسها، يدرس الموضوع ثم يكتب فيه المتخصص كتابا أو مقالا، يشرح فيه العناصر ويوضحها فإن كتابه أو مقالته هذه تعد دراسة وليس بحثا، وبينما تعود ثمرة الدراسة بالفائدة على الدارس من داخل ذاته، تثري ذهن الدارس، فإن البحث لا يفيد منه الباحث فقط بل العلم والمجتمع، انظر المعجم الوسيط 1/ 39، مادة بحث. أيضا المصدر نفسه، 1/ 279، مادة درس.
[2] ابن منظور: اللسان "بحث"، المعجم الوسيط. 1/ 39 مادة "بحث".
[3] التعريفات: 24.
اسم الکتاب : البحث العلمى أساسياته النظرية وممارسته العملية المؤلف : رجاء وحيد دويدري    الجزء : 1  صفحة : 67
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست