اسم الکتاب : الإلحاد والظلم في المسجد الحرام بين الإرادة والتنفيذ المؤلف : آل سعود، محمد بن سعد الجزء : 1 صفحة : 170
وعن عمرو بن العاص: الإلحاد في الحرم: ظلم الخادم فما فوق ذلك[1].
وقيل: أصل (الإلحاد) في كلام العرب: العدول عن القصد، والجور عنه، والإعراض، ثم يستعمل في كل معوَجٍّ غير مستقيم، ولذلك قيل لِلَحْد القبر لحد، لأنه في ناحية منه، وليس في وسطه.
وقد ذكر عن الكسائي أنه كان يفرق بين (الإلحاد) و (اللحد) ، فيقول في (الإلحاد) إنه العدول عن القصد، وفي (اللحد) إنه الركون إلى الشيء، وكان يقرأ جميع ما في القرآن (يُلحِدون) بضم الياء وكسر الحاء، إلاّ التي في النحل: {لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ} فإنَّه كان يقرؤها (يَلحَدون) بفتح الياء والحاء.
وأما سائر أهل المعرفة بكلام العرب فيرون أن معناهما واحد، وأنهما لغتان جاءتا في حرف واحد، بمعنى واحد[2].
وقوله تعالى: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ} [الأعراف/180] ، - أي: يميلون فيها عن طريق الحق ويسمونه - سبحانه - بغير ما ينبغي أن يُسمى به، قال مكي بن أبي طالب القيسي: وكان إلحادهم في أسماء الله أنهم عدلوا بها عمّا هي عليه، فسموا بها آلهتهم، وأوثانهم، وزادوا فيها، ونقصوا منها، فسموا بعضها (اللات) اشتقاقاً من (الله) و (العزى) من (العزيز) [3].
وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا} [فصلت/40] ، أي: يطعنون في صحتها، أو يأولونها تأويلاً خاطئاً. [1] أخرجه عبد الرزاق في مصنفه، (5/151) . [2] انظر تفسير الطبري (13/283) . [3] انظر كتابه: العمدة في غريب القرآن.
اسم الکتاب : الإلحاد والظلم في المسجد الحرام بين الإرادة والتنفيذ المؤلف : آل سعود، محمد بن سعد الجزء : 1 صفحة : 170