اسم الکتاب : الإلحاد والظلم في المسجد الحرام بين الإرادة والتنفيذ المؤلف : آل سعود، محمد بن سعد الجزء : 1 صفحة : 133
هو الهمّ بالنفل"[1].
وقال الخطابي: "محل كتابة الحسنة على الترك أن يكون التارك قد قدر على الفعل ثم تركه، لأن الإنسان لا يُسمى تاركاً إلاّ مع القدرة، ويدخل فيه من حال بينه وبين حرصه على الفعل مانع، كأن يمشى إلى امرأة ليزني بها - مثلاً - فيجد الباب مغلقاً، ويتعسر فتحه، ومثله من تمكن من الزنا - مثلاً - فلم ينتشِر، أو طَرَقَه ما يخاف من أذاه عاجلاً[2]. والله أعلم. [1] انظر كتابه: المسائل في أعمال القلوب والجوارح، (79) ، (والمحاسبي) معروف حاله!. [2] انظر كتابه: أعلام الحديث (3/2252) ، وانظر فتح الباري لابن حجر، (11/326) .
الفصل الأول
الحدود والفروق بين الحرم والمسجد الحرام
المبحث الأول: حدود مكة المكرمة، ومواقيت حرمها الأربعة
من الشمال من طريق المدينة المنورة دون التنعيم[1]، عند بيوت نِفَار ثلاثة أميال. ومن الجنوب من طريق اليمن، طرف أضاة لَبَن على ستة أميال. وأضاة لبن، سميت كذلك لأن الجبل[2] المطل عليها يقال له: (لَبَن) بالتحريك، وقيل: [1] روى مسلم في صحيحه عن أنس بن مالك: أن ثمانين رجلاً من أهل مكة هبطوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من جبل التنعيم مُتسلِّحين، يريدون غِرَّة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فأخذهم سَلماً فاستحياهم، فأنزل الله عز وجل: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ} الفتح / 28. (انظر صحيح مسلم كتاب الجهاد والسير، باب قول الله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ} (133ـ 1808) ، وأبو داود في الجهاد، باب في المنِّ على الأسير بغير فداء. أقول: وبطن الوادي أسفله، فيكون معنى قوله تعالى: {بِبَطْنِ مَكَّةَ} أي: أن جبل التنعيم من مكة، ويقع في أسفلها من ناحية الشمال، والله أعلم، انظر أسباب النزول للواحدي بتحقيق سيد صقر (ص405) . [2] قيل: جبل (لبن) يقال له اليوم (لُبين) عنده حد الحرم الجنوبي و (إضاة) لبن يقال لها اليوم (العُقَيْشِيَّة) نسبة إلى رجل يقال له (عُقيش) كان يملكها، (انظر أخبار مكة للفاكهي، ج4/195) والقِري (582) .
اسم الکتاب : الإلحاد والظلم في المسجد الحرام بين الإرادة والتنفيذ المؤلف : آل سعود، محمد بن سعد الجزء : 1 صفحة : 133