اسم الکتاب : الأعياد وأثرها على المسلمين المؤلف : السحيمي، سليمان بن سالم الجزء : 1 صفحة : 431
الثاني: التزام أدب الزيارة. لما جاء عنه صلى الله عليه وسلم في الأمر بزيارة القبور " فمن أراد أن يزور فليزر ولا تقولوا هجراً " [1].
والهجر: بالضم هو الكلام الفاحش والباطل [2] ومن أعظمه الطواف حولها أو دعاء أصحابها والتقرب إليهم.
قال النووي: وكان النهي أولاً لقرب عهدهم من الجاهلية، فربما كانوا يتكلمون بكلام الجاهلية الباطل، فلما استقرت قواعد الإسلام وتمهدت أحكامه، واشتهرت معالمه أبيح لهم الزيارة، واحتاط صلى الله عليه وسلم بقوله: "ولا تقولوا هجراً" [3].
- ثانياً: الزيارة الممنوعة:
وهي التي لم تتوفر فيها الشروط السابقة أو اختل شرط منها. قال الصنعاني عقب أحاديث الزيارة: " الكل دال على مشروعية زيارة القبور والحكمة فيها، وأنها للاعتبار فإذا خلت من هذه لم تكن مرادة شرعاً [4].
قلت: وذلك مثل اتخاذها أعياداً أو الطواف بها أو طلب الدعاء من أصحابها أو الصلاة عندها والعكوف عليها.
وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" [5]. [1] سنن النسائي، كتاب الجنائز، باب زيارة القبور (4/89) ، ومسند الإمام أحمد (5/361) ، والمستدرك للحاكم، كتاب الجنائز (1/376) . [2] انظر: النهاية لابن الأثير (5/245) ، والقاموس المحيط (637) . [3] المجموع للنووي (5/310) . [4] سبل السلام للصنعاني (2/114) . [5] صحيح البخاري مع فتح الباري، كتاب الصلاة (1/532) ، حديث (435) ، وصحيح مسلم، كتاب المساجد ومواضع الصلاة (1/377) ، حديث (531) .
اسم الکتاب : الأعياد وأثرها على المسلمين المؤلف : السحيمي، سليمان بن سالم الجزء : 1 صفحة : 431