اسم الکتاب : الأعياد وأثرها على المسلمين المؤلف : السحيمي، سليمان بن سالم الجزء : 1 صفحة : 314
فأرضعت النبي صلى الله عليه وسلم، فلما مات أبو لهب أريه بعض أهله بشرحيبه [1]. قال له: ماذا لقيت؟ قال أبو لهب: لم ألق بعدكم غير أني سقيت في هذه بعتاقي ثويبة 2. وعلى تقدير أنه موصول، فالذي في الخبر رؤيا منام فلا حجة فيه [3].
ثانياً: أنه لم يصح أن ثويبة أعتقها أبو لهب عند ولادة النبي صلى الله عليه وسلم وإنما كان إعتاقها قبل الهجرة وذلك بعد الإرضاع بزمن طويل كما هو ثابت في كتب التاريخ والسير.
قال ابن سعد [4]: بسنده " كانت ثويبة مرضعة رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلها وهو بمكة، وكانت خديجة تكرمها وهي على ملك أبي لهب وسألته أن يبيعها لها فامتنع، فلما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتقها أبو لهب وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث إليها بصلة وبكسوة حتى جاء الخبر أنها ماتت سنة سبع مرجعه من خيبر [5].
ثالثاً: دلت النصوص الصريحة من كتاب الله عز وجل على أن أعمال الكفار حابطة كما قال تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً} [6]. [1] الحيبة: بسكر الحاء المهملة وفتح الباء أي بشر حال، والحيبة والحوبة الهم والحزن. انظر: النهاية لابن الأثير (1/466) . 2 صحيح البخاري مع فتح الباري كتاب النكاح (9/140) ، حديث (5101) . [3] فتح الباري لابن حجر (9/145) . [4] هو: محمد بن سعد بن منيع الزهري مولاهم، مؤرخ من حفاظ الحديث، ولد في البصرة سنة (168هـ) ، وتوفي في بغداد سنة (230هـ) . تهذيب التهذيب (9/182) ، وتذكرة الحافظ (2/425) . [5] الطبقات لابن سعد (1/108-109) ، وانظر: الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر (4/258) ، وفتح الباري (9/145) ، والوفاء بأحوال المصطفى لابن الجوزي (1/178-179) . [6] سورة الفرقان، آية (23) .
اسم الکتاب : الأعياد وأثرها على المسلمين المؤلف : السحيمي، سليمان بن سالم الجزء : 1 صفحة : 314