اسم الکتاب : الأعياد وأثرها على المسلمين المؤلف : السحيمي، سليمان بن سالم الجزء : 1 صفحة : 197
ـ فلمشروعية زكاة الفطر حكمتان:
الأولى: ترجع إلى الصائم، وهي تطهير نفسه مما عساه أن يكون قد وقع فيه، وهو صائم من لغو القول وفحشة، وللحسنات أثرها الطيب في إزالة السيئات. قال تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [1].
وقوله صلى الله عليه وسلم: "واتبع السيئة الحسنة تمحها" [2].
الثانية: ترجع إلى تلبية الإحساس بحاجة أخيه المسلم فتكون عنوناً له وسداً لحاجته وفاقته في العيد، وهي بهذا تكون مظهراً عملياً للتضامن الذي يبنى المجتمع الإسلامي على أساس منه.
فيكون الفرح شاملاً للفقير والغنى؛ وبذلك تحصل وحدة السرور والغبطة بينهما كما حصلت الوحدة في الصيام.
ومن هنا يتضح أن زكاة الفطر وسيلة تعاون وتضامن بين أفراد المجتمع المسلم؛ وذلك لتحقيق التماسك والترابط في البناء الاجتماعي الإسلامي الذي يتساوى فيه الغني والفقير، حيث تجبر بها خواطر الفقراء وتزول من النفوس النفرة للأغنياء. [1] سورة هود، آية (114) . [2] سنن الترمذي، كتاب البر والصلة، باب ما جاء في معاشرة الناس (4/355) ، حديث (1978) ، وقال حديث حسن صحيح، ومسند الإمام أحمد (3/153) ، وسنن الدارمي، كتاب الرقائق، باب في حسن الخلق (2/323) ، وحسنه الألباني كما في صحيح الجامع (1/86) .
اسم الکتاب : الأعياد وأثرها على المسلمين المؤلف : السحيمي، سليمان بن سالم الجزء : 1 صفحة : 197