اسم الکتاب : إصلاح المساجد من البدع والعوائد المؤلف : القاسمي، جمال الدين الجزء : 1 صفحة : 185
18- الإيطان في موضع من المسجد:
يهوى بعض ملازمي الجماعات مكانًا مخصوصًا أو ناحية من المسجد إما وراء الإمام أو جانب المنبر أو أمامة أو طرف حائطه اليمين أو الشمال أو الصفة المرتفعة في آخره بحيث لا يلذ له التعبد ولا الإقامة إلا بها وإذا أبصر من سبقه إليها فربما اضطره إلى أن يتنحى له عنها لأنها محتكرة أو يذهب عنها مغضبًا أو متحوقلًا أو مسترجعًا، وقد يفاجئ الماكث بها بأنها مقامه من كذا وكذا سنة وقد يستعين بأشكاله من جهلة المتنسكين على أن يقام منها إلى غير ذلك من ضروب الجهالات التي ابتليت بها أكثر المساجد ولا يخفى أن محبة مكان من المسجد على حده تنشأ من الجهل أو الرياء والسمعة وأن يقال إنه لا يصلي إلا في المكان الفلاني أو إنه من أهل الصف الأول مما يحبط العمل ملاحظته ومحبته نعوذ بالله. وهب أن هذا المتوطن لم يقصد ذلك فلا أقل أنه يفقد لذة العبادة بكثرة الألف والحرص على هذا المكان بحيث لا يدعوه إلى المسجد إلا موضعه، وقد ورد النهي
17- بيع الأدوية والأطعمة والتعويذات وتخلل السؤال الصفوف "ونحوها في المسجد":
قال ابن الحاج ويمنع بائعوا القضامة وغيرها في المساجد وينهون عن ذلك. وقال الغزالي في الإحياء في منكرات المساجد: ومنها الحلق يوم الجمعة لبيع الأدوية والأطعمة والتعويذات وكقيام السؤال وقراءتهم القرآن وإنشاد الأشعار وما يجري مجراه فهذه الأشياء منها ما هو محرم لكونه تلبيسًا وكذبًا كالكذابين من طرقية الأطباء وكاهل الشعبذة والتلبيسات وكذا أرباب التعويذات في الأغلب يتوصلون إلى بيعها بتلبيسات على الصبيان والسوادية فهذا حرام في المسجد وخارج المسجد ويجب المنع منه، بل كل بيع فيه كذب وتلبيس وإخفاء عيب على المشتري فهو حرام. ا. هـ. وقوله كقيام السؤال إلخ مثله هؤلاء الهنود الذين يتخللون صفوف المصلين يوم الجمعة والخطيب على المنبر ويضعون أمام المستمعين أوراقًا مكتوبًا فيها آية أو حديث في الصدقة فهؤلاء يمنعون ويزجرون؛ لأنهم يشوشون بفعلهم هذا على الحضور وكأنهم ليسوا ممن يجب عليه الإنصات والاستماع والصلاة وكثيرًا ما اجتازوا أمام مصل واخترقوا حرمته ومثلهم من يدور لسقي الماء والاستجداء به فيمنعون؛ لأن هذا الوقت لا يجوز شغله بغير ما وضع له من الإنصات والتفكير والتخشع والتذكر.
اسم الکتاب : إصلاح المساجد من البدع والعوائد المؤلف : القاسمي، جمال الدين الجزء : 1 صفحة : 185