اسم الکتاب : إصلاح المساجد من البدع والعوائد المؤلف : القاسمي، جمال الدين الجزء : 1 صفحة : 143
11- تبليغ المؤذنين جماعة:
أسهب الإمام ابن الحاج في "المدخل" في محذورات هذه البدعة وذكر منها أن المبلغين يتواكلون في التكبير ويديرونه بينهم ويقطعونه ويوصلونه وذلك أن بعضهم يبتدئ به ثم يبتدئ الآخر من أثناء الكلمة واصلًا صوته بصوت صاحبه قبل انقطاعه مبالغًا في رفع صوته على سبيل العمد فلا يأتي بالتكبير على وجهه.
ومنها ما في زعقاتهم من ذهاب الحضور والخشوع أو بعضه وذهاب السكينة والوقار أيضًا.
ومنها مفسدة انتظار الإمام لهم وذلك أن الإمام يكبر للركوع ويركع فيكبرون خلفه ويطولون برفع أصواتهم عليه فإما أن يرفع رأسه من الركوع قبل أن ينقضي تكبيرهم وإما أن ينتظر فراغهم منه فينعكس الأمر ويصير الإمام تابعًا للمأموم.
ومنها مخالفة السنة، ولا يقال قد يكون في الجامع جمع كثير فلا يبلغهم صوت الواحد لأنه يقال الواحد الصيت يكفي في ذلك كما يكفي لإسماعهم وهو بين يدي الخطيب يؤذن وخلافه مكابرة. ا. هـ.
12- التبليغ بالأنغام المعروفة:
التبليغ هو التسميع وراء الإمام وإنما يتسامح به للحاجة من كثرة المصلين أو عدم بلوغ صوت الإمام لجميعهم فحينئذ يسمع واحد بصوته الطبيعي بلا تكليف ولا تمطيط ولا تصور لتلاحين مخصوصة وقد جرى أكثر المبلغين -في الجوامع المهمة بدمشق- على حصر كل نغم لليلة مخصوصة فلليلة الأحد
نغم الصبا ولليلة الاثنين البيات ولليلة الثلاثاء النوى ولليلة الأربعاء السيكاه ولليلة الخميس العراق ولليلة الجمعة الحجاز ولليلة السبت الراست وعادتهم أن يجعلوا للركعتين الأوليين نغم الراست دائمًا وللأخريين ما ذكرنا ترتيبه وكذلك للتراويح نغم العراق ولوترها البيات عادة لا يخل بها منهم إلا حديث العهد بصنعتهم ومن أخل زجروه ليتروض على نهجهم وهذه عادة غريبة في التبليغ، وفي التكلف لهذه التلاحين ما فيه من صرف القلب عن معنى الذكر المطلوب وجعل التكبير على وزان الموشحات والأغاني التي لكل منها نغم على حدة، فإنا لله.
اسم الکتاب : إصلاح المساجد من البدع والعوائد المؤلف : القاسمي، جمال الدين الجزء : 1 صفحة : 143