اسم الکتاب : إدارة الوقت من المنظور الإسلامي والإداري المؤلف : الجريسي، خالد الجزء : 1 صفحة : 26
الذي نتحدث عنه ونتحدث فيه ويمر به هذا العالم الكبير من أول بدايته إلى نهاية نهايته" [1] .
قال الله تعالى مؤكداً امتنانه علينا بهذه النعم: {وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ *} [2] . فهذه المخلوقات العظيمة والآيات الباهرة مسخرة من لدن خالقها ومدبر أمرها لخدمة الإنسان ومنفعته.
وقال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا *} [3] . أي يخلف أحدهما صاحبه؛ إذا ذهب هذا جاء الآخر [4] فما فات الإنسان من العمل في أحدهما يدركه في الآخر.
كما وصف نفسه سبحانه بأنه مالك الزمان والمكان وما يحل فيهما من أمور زمانية أو مكانية، فقال: {وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ *} [5] . أي "له جل وعلا ما استقر في الليل والنهار، وهو المالك لكل شيء" [6] .
ثانياً: الإقسام بالوقت
ورد التنبيه في القرآن الكريم إلى عظم الوقت، حيث أقسم الله به في مواطن كثيرة من كتابه العزيز، من ذلك قوله عزَّ وجلَّ: {وَالْعَصْرِ *إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ *} [7] ، وقوله: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى *وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى *} [8] ، وقوله: {وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ *وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ *} [9] ، وقوله: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ *وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ *} [10] ، وقوله: {وَالْفَجْرِ *وَلَيَالٍ عَشْرٍ *} [11] ، وقوله: {وَالضُّحَى *وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى *} [12] ، وقوله: {فَلاَ أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ *وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ *} [13] . [1] أبو غدة، عبد الفتاح، قيمة الزمن عند العلماء،، مرجع سابق، ص17. [2] سورة النحل، الآية 12. [3] سورة الفرقان، الآية 62. [4] الصابوني، محمد علي، ورضا، صالح أحمد، مختصر تفسير الطبري، عالم الكتب، ط1، 1415هـ-1985م، ج2 ص157. [5] سورة الأنعام، الآية 13. [6] الصابوني، محمد علي، ورضا، صالح أحمد، مختصر تفسير الطبري، مرجع سابق، ج1 ص317. [7] سورة العصر، الآيتان 1-2. [8] سورة الليل، الآيتان 1-2. [9] سورة المدثِّر، الآيتان 33-34. [10] سورة التكوير، الآيتان 17-18. [11] سورة الفجر، الآيتان 1-2. [12] سورة الضحى، الآيتان 1-2. [13] سورة الانشقاق، الآيتان 16-17.
اسم الکتاب : إدارة الوقت من المنظور الإسلامي والإداري المؤلف : الجريسي، خالد الجزء : 1 صفحة : 26