responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أحكام عصاة المؤمنين المؤلف : مروان كجك    الجزء : 1  صفحة : 43
فهكذا الواحد من الملوك, وإن كان صدر منه ما هو ظلم فإن ذلك لا يوجب أن نلعنه ونشهد له بالنار, ومنت دخل في ذلك كان من أهل البدع والضلال, فكيف إذا كان للرجل حسنات عظيمة يرجى له بها المغفرة مع ظلمه! كما ثبت في صحيح البخاري عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أول جيش يغزو قسطنطينية مغفور له" 1, وأول جيش غزاها كان أميرهم "يزيد ابن معاوية" وكان معه في الغزاة أبو أيوب الأنصاري, وتوفي هناك, وقبره هناك إلى الآن. ولهذا كان المقتصدون من أئمة السلف يقولون في يزيد وأمثاله: إنا لا نسبهم ولا نحبهم, أي لا نحب ما صدر منهم من ظلم, والشخص الواحد يجتمع فيه حسنات وسيئات, وطاعات ومعاصي, وبر وجور وشر, فيثيبه الله على حسناته, ويعاقبه على سيئاته إن شاء أو يغفر له, ويحب ما فعله من الخير ويبغض ما فعله من شر.

1-أخرجه البخاري.
تعزيز من لعن أحدا من المسلمين
...
تعزير من لعن أحدا من المسلمين:2
قال رحمه الله: رأيت في فتاوى الفقيه أبي محمد فتوى طويلة, فيها أشياء حسنة قد سئل بها مسائل متعددة قال فيها:
"ومن لعن أحدا من المسلمين عزر ذلك تعزيرا بليغا, والمؤمن لا يكون لعانا, وما أقربه من عود اللعنة عليه, قال: وأما لعن العلماء لأئمة الأشعرية فمن لعنهم عز, وعادت اللعنة عليه فمن لعن من ليس أهلا للعنة وقعت اللعنة عليه".
فالفقيه أبو محمد أيضا إنما منع اللعن, وأمر بتعزير اللاعن وهو ماذكرناه من موافقة القرآن والسنة والحديث, والرد على من خالف القرآن والسنة والحديث,

2- ص15-17 ج 4 مجموع الفتاوى.
اسم الکتاب : أحكام عصاة المؤمنين المؤلف : مروان كجك    الجزء : 1  صفحة : 43
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست