responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أحكام عصاة المؤمنين المؤلف : مروان كجك    الجزء : 1  صفحة : 31
قلت: وذلك لأن التائب راجع عن الكفر, ومن لم يتب فإنه مستمر يزداد كفرا بعد كفر, فقوله: {ثُمَّ ازْدَادُوا} بمنزلة قول القائل ثم أصروا على الكفر واستمروا على الكفر وداموا على الكفر, فهم كفروا بعد إسلامهم, ثم زاد كفرهم ما نقص, فهؤلاء لا تقبل توبتهم وهي التوبة عند حضور الموت, لأن من تاب قبل حضور الموت فقد تاب من قريب ورجع عن كفره, فلم يزدد بل نقص, بخلاف المصر إلى حين المعاينة, فما بقي له زمان يقع لنقص كفره فضلا عن هدمه.
وفي الآية الأخرى قال: {لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ} وذكر أنهم آمنوا ثم كفروا, ثم آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا, قيل لأان المرتد إذا تاب غفر له كفره, فإذا كفر بعد ذلك ومات كافرا حبط إيمانه, فعوقب بالكفر الأول والثاني, كما في الصحيحين عن ابن مسعود قال: قبل يا رسول الله أنؤاخذ بما عملنا في الجاهلية؟ فقال: "منم أحسن في الإسلام لم يؤاخذ بما عمل في الجاهلية ومن أساء في الإسلام أخذ بالأول والآخر"1 فلو قال: إن الذين آمنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم, كان هؤلاء الذين ذكرهم في آل عمران فقال: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ} بل ذكر أنهم آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا بعد ذلك, وهو المرتد التائب, فهذا إذا كفر وازداد كفرا لم يغفر له كفره السابق أيضا, فلو آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا ثم كفروا ثم آمنوا لم يكونوا قد ازدادوا كفرا فلا يدخلون في الآية.
والفقهاء إذا تنازعوا في قبوا توبة من تكررت ردته أو قبول توبة الزنديق, فذاك إنما هو في الحكم الظاهر, لأنه لا يوثق بتوبته أما إذا قدر أنه أخلص التوبة

1-متفق عليه: البخاري كتاب استتابة المرتدين/ باب قال الله تعالى إن الشرك لظلم عظيم. ومسلم, كتاب الإيمان/ باب هل يؤاخذ بأعمال الجاهلية من حديث عبد الله بن عمرو.
اسم الکتاب : أحكام عصاة المؤمنين المؤلف : مروان كجك    الجزء : 1  صفحة : 31
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست