اسم الکتاب : أحكام المجاهد بالنفس في سبيل الله عز وجل في الفقه الإسلامي المؤلف : مرعي الشهري الجزء : 1 صفحة : 71
فدل الحديث على أن بعض المسلمين يغزو بنفسه، وبعضهم بماله يجهز الغزاة، وبعضهم يخلف الغازي في أهله يرعاهم ويدير شئونهم، وكل هذا يعد من الغزو في سبيل الله.
ثالثا: من القياس:
الجهاد إنما شرع لإعلاء كلمة الله، وإعزاز دينه، ودفع الفساد عن العباد، فإذا حصل من البعض سقط عن الباقين كصلاة الجنازة، ودفن الميت ونحو ذلك [1] .
رابعا: من العقل:
لو اشتغل الكل بالجهاد لتعطلت مصالح العباد وانقطعت مادة الجهاد من الكراع والسلاح فينقطع الجهاد، فلزم أن يقوم البعض بالجهاد والبعض الآخر بالحرف والمهن التي تقوم بها مصالح العباد ويستمر بها الجهاد في سبيل الله [2] .
وروي عن بعض الصحابة [3] رضي الله عنهم وهو محكي عن سعيد بن المسيب [4] رحمه الله أن جهاد الابتداء والطلب فرض عين [5] . [1] البحر الرائق (5/120) والوسيط في المذهب للغزالي (7/6) . [2] المبسوط (10/3) وفتح القدير (5/191) وتكملة المجموع (21/110) . [3] منهم أبو أيوب الأنصاري، والمقداد بن الأسود رضي الله عنهما انظر فتح الباري (6/47) . [4] هو: سعيد بن المسيب بن حزن القرشي المخزومي، أحد الفقهاء السبعة بالمدينة ومن كبار التابعين ومن أوسعهم علما، كثير الحديث ثقة ثقتا فقيها مفتيا مأمونا ورعا، توفي بالمدينة سنة 94 هـ وعمره 75 سنة، انظر طبقات ابن سعد (5/119) والبداية والنهاية (9/121) وسير أعلام النبلاء (4/217) . [5] فتح الباري (6/47) والمغنى (13/6) وتكملة المجموع (21/116) .
اسم الکتاب : أحكام المجاهد بالنفس في سبيل الله عز وجل في الفقه الإسلامي المؤلف : مرعي الشهري الجزء : 1 صفحة : 71