اسم الکتاب : دروس الحرم المدني المؤلف : ابن عثيمين الجزء : 1 صفحة : 9
تفسير قوله تعالى: (إنه على رجعه لقادر)
{إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ} [الطارق:8] إن الله عز وجل (إنه) الضمير يعود على الله، وإن لم يتقدم ما يعود إليه الضمير، لكن السياق يدل عليه: (إنه على رجعه) أي: رجع الإنسان (لقادر) متى؟ يوم القيامة، كما قال تعالى: {وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ} [الشورى:29] .
{إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ} وهذا واضح، استدل الله عز وجل بالأشد على الأسهل، هل الأشد الابتداء أو الإعادة؟ إن الابتداء أشد، والإعادة أهون، والدليل على أن الإعادة أهون: قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَبْدأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} [الروم:27] أي: إعادته: {أَهْوَنُ عَلَيْهِ} وهذا واضح، أن الإعادة أهون من الابتداء، فيقول: (إنه على رجعه لقادر) فالذي خلقه من ماء دافق قادر على أن يرجعه يوم القيامة.
اسم الکتاب : دروس الحرم المدني المؤلف : ابن عثيمين الجزء : 1 صفحة : 9