اسم الکتاب : الأدلة الرضية لمتن الدرر البهية في المسائل الفقهية المؤلف : محمد صبحي حلاق الجزء : 1 صفحة : 56
الدنيا والآخرة بما ورد، وبما لم يرد[1].
رأسه. ثم يفعل مثل ذلك في الصلاة كلها حتى يقضيها، ويكبر حين يقوم من المثنى بعد الجلوس. ثم يقول أبو هريرة: إني لأشبهكم صلاة برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
2- أخرج مسلم في صحيحه "4/ 195- بشرح النووي" عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان إذا رفع رأسه من الركوع قال: "اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض وما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد".
- أخرج مسلم "[1]/ 536 رقم203/ 772" وغيره عن حذيفة رضي الله عنه قال: صليت مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ذات ليلة ... وفيه: ثم ركع، فجعل يقول: $"سبحان ربي العظيم"، ثم سجد فقال: "سبحان ربي الأعلى".
- أخرج الترمذي "[1]/ 530 رقم 850" وأبو داود "2/ 76 رقم 284" وابن ماجه "[1]/ 290 رقم 898" وغيرهم عن ابن عباس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول بين السجدتين في صلاة الليل: "رب اغفر لي وارحمني واجبرني وارزقني وارفعني" وهو حديث صحيح. [1] لعموم قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث الذي أخرجه مسلم "[1]/ 301 رقم 402" من حديث عبد الله بن مسعود: " ... ثم يتخير من المسألة ما شاء". وفي لفظ البخاري "2/ 320 رقم 835": " ... يتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو". فقد جعل صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للمصلي الاختيار في الدعاء بما شاء.
[الباب الخامس: متى تبطل الصلاة وعمن تسقط]
[الـ] فصل [الأول: مبطلات الصلاة]
وتبطل الصلاة بالكلام1، [1] للحديث الذي أخرجه البخاري "3/ 72 رقم 1200" ومسلم "1/ 383 رقم 35/ 539" عن زيد بن أرقم، قال: كنا نتكلم في الصلاة: يكلم الرجل صاحبه وهو إلى جنبه في الصلاة. حتى نزلت: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: 238] فأمرنا بالسكوت ونهينا عن الكلام".
أما من لم يعلم بأن الكلام في الصلاة ممنوع، لا تبطل صلاته ولا يؤمر بالإعادة. للحديث الذي أخرجه مسلم "1/ 381 رقم 33/ 537" عن معاوية بن الحكم السلمي قال: بينا أنا أصلي مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إذ عطس رجل من القوم. فقلت: يرحمك الله، فرماني القوم بأبصارهم. فقلت: واشكل أمياه، ما شأنكم؟ تنظرون إلي فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم. فلما رأيتهم يصمتونني، لكني سكت، فلما صلى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فبأبي هو وأمي، ما رأيت معلمًا قبله ولا بعده أحسن تعليمًا منه، فوالله ما كَهَرَني، ولا ضربني ولا شتمني. قال: "إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس؛ إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن". كهرني: قالوا: القهر والكهر والنهر، متقاربة. أي ما قهرني ولا نهرني.
وأما من تكلم ناسيًا أو ساهيًا فصلاته صحيحة ولا يؤمر بالإعادة؛ للحديث الذي أخرجه البخاري "2/ 205 رقم 714" ومسلم "1/ 404 رقم 573". عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انصرف من اثنتين فقال له ذو اليدين: أقصرت الصلاة أم نسيت يا رسول الله؟، فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أصدق ذو اليدين"؟ فقال الناس: نعم، فقام رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فصلى اثنتين أخريين، ثم سلم ثم كبر، فسجد مثل سجوده أو أطول".
اسم الکتاب : الأدلة الرضية لمتن الدرر البهية في المسائل الفقهية المؤلف : محمد صبحي حلاق الجزء : 1 صفحة : 56