اسم الکتاب : الأدلة الرضية لمتن الدرر البهية في المسائل الفقهية المؤلف : محمد صبحي حلاق الجزء : 1 صفحة : 15
المبحث الرابع: توليه القضاء
في عام "1209" من هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم توفي كبير قضاة اليمن، القاضي يحيى بن صالح الشجري السحولي، وكان مرجع العامة والخاصة وعليه المعول في الرأي والأحكام ومستشار الإمام والوزارة[1].
قال الشوكاني[2]: "وكنت إذ ذاك مشتغلًا بالتدريس في علوم الاجتهاد والإفتاء والتصنيف منجمعًا عن الناس لا سيما أهل الأمر وأرباب الدولة، فإني لا أتصل بأحد منهم كائنًا من كان، ولم يكن لي رغبة في غير العلوم ...
فلم أشعر إلا بطلاب لي من الخليفة بعد موت القاضي المذكور بنحو أسبوع، فعزمت
3 البدر الطالع: "[2]/ 334".
4 البدر الطالع: "[1]/ 464-466". المبحث الثالث: حياته العلمية
وقد ساعدته الثقافة الواسعة وذكاؤه الخارق، إلى جانب إتقانه للحديث وعلومه، والفقه وأصوله، على الاتجاه نحو الاجتهاد وخلع ربقة التقليد، وهو دون الثلاثين، وكان قبل ذلك على المذهب الزيدي، فصار علمًا من أعلام المجتهدين، وأكبر داعية إلى ترك التقليد، وأخذ الأحكام اجتهادًا من الكتاب والسنة، فهو بذلك يعد في طليعة المجددين في العصر الحديث، ومن الذين شاركوا في إيقاظ الأمة الإسلامية في هذا العصر.
وقد أحس بوطأة الجمود، وجناية التقليد الذي ران على الأمة الإسلامية من بعد القرن الرابع الهجري وأثره في زعزعة العقيدة، وشيوع البدع، والتعلق بالخرافات، وانصراف الناس من التعاليم الدينية وانكبابهم على الموبقات والمنكرات، مما جعله يشرع قلمه ولسانه في وجه الجمود والتقليد ويقف حياته على محاولة تغيير هذه الأوضاع الفاسدة، وتطهير تلك العقائد الباطلة ... 1
ويمكن أن نبين أبعاد هذه الحياة العلمية في ثلاث أهداف:
1- دعوته إلى الاجتهاد ونبذ التقليد.
2- دعوته إلى العقيدة السلفية في بساطتها أيام الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم.
3- دعوته إلى محاربة كل ما يخل بالعقيدة الإسلامية.
قلت: وعلى رأس أهدفه تحكيم شرع الله في جميع مجالات الحياة[2]. [1] الإمام الشوكاني مفسرًا للدكتور: محمد حسن بن أحمد الغماري "ص62-63" بتصرف. [2] انظر: الدواء العاجل في دفع العدو الصائل، للشوكاني. بتحقيقنا.
اسم الکتاب : الأدلة الرضية لمتن الدرر البهية في المسائل الفقهية المؤلف : محمد صبحي حلاق الجزء : 1 صفحة : 15