اسم الکتاب : فقه العبادات على المذهب الحنبلي المؤلف : سعاد زرزور الجزء : 1 صفحة : 200
الفصل الرابع
مكروهات الصلاة
الكراهة عند السادة الحنابلة تنزيهية. والمكروهات في الصلاة هي:
-1- الاقتصار على الفاتحة فيما تسن فيه السورة بعدها.
-2- تكرار الفاتحة.
-3- حمد المصلي إذا عطس أو وجد ما يسره، كما يكره استرجاعه (قوله: إنا لله وإنا إليه راجعون) إذا وجد ما يغمه.
-4- الالتفات لغير حاجة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الالتفات في الصلاة؟ فقال: (هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد) [1] . ولا تبطل الصلاة بالتفاته ما لم يستدار بجملته أو يستدبر الكعبة.
-5- رفع البصر إلى السماء، لحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما بال أقوام، يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم. فاشتد قوله في ذلك حتى قال: لينتهين عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم) [2] .
-6- حمل مُشْغِل له عن الصلاة لأنه يُذهِب الخشوع.
-7- العبث باللحية، وافترش الذراعين في السجود. -[201]-
-8- أن يصلي واضعاً يده عى خاصرته.
-9- كف الشعر أو الثياب أو تشمير الكمين، للحديث المتقدم ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أمرت أن أسجد على سبعة أعظم، على الجبهة - وأشار بيده على أنفه - واليدين، والركبتين، وأطراف القدمين، ولا نكفت الثياب والشعر) . كما يكره أن يكون شعره معقوصاً أو مكتوفاً (أي مضفوراً) لحديث أبي رافع مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصلي الرجل وهو عاقص شعره) [3] .
-10- تشبيك الأصابع، لما روي كعب بن عجرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً قد شبك أصابعه في الصلاة ففرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصابعه) [4] . كما تكره فرقعة الأصابع لما روى علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تفقع أصابعك وأنت في الصلاة" [5] .
-11- التروح بمروحة ونحوها لأنه من العبث، إلا لحاجة كغم شديد. أما المراوحة بأن يرتاح على رجل دون أخرى فمكروهة إذا كثرت.
-12- الاعتماد على اليد في الجلوس، لما روى ابن عمر رضي الله عنهما قال: (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أحمد بن حنبل: أن يجلس الرجل في الصلاة، وهو معتمد على يده) [6] .
-13- مسح الحصى لحديث أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا قام أحدكم في الصلاة فإن الرحمة تُواجهه فلا يمسح الحصى) [7] . -[202]-
-14- الإكثار من مسح الجبهة، لما روي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن من الجفاء أن يكثر الرجل مسح جبهته قبل الفراغ من صلاته) [8] .
-15- النظر إلى ما يلهيه، لما روت عائشة رضي الله عنها (أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في خميصه لها أعلام وقال: شغلتني أعلام هذه، فاذهبوا بها إلى أبي جهم وائتوني بأنْبِجانِيَّةٍ) [9] .
-16- أن يصلي وبين يديه ما يلهيه، لحديث أنس رضي الله عنه قال: كان قرام لعائشة، سترت به جانب بيتها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أميطي عنا قرامك هذا، فإنه تصاويره لا تزال تعرض في صلاتي) [10] .
-17- استقبال صورة منصوبة لأنه يشبه سجود الكفار لها، ويكره أن يصلى إلى جدار فيه صور وتماثيل لما فيه من الشبه بعبادة الأوثان والأصنام، وظاهره أن ذلك يكره ولو كانت الصورة والتماثيل صغيرة لا تبدو للناظر إليها. ولا تكره الصلاة إلى صورة غير منصوبة، ولا السجود على صورة، وكذا لا تكره الصلاة إذا كانت خلفه أوفوق رأسه صورة أو عن أحد جانبيه. ويكره استقبال وجه آدمي أو نائم أو حيوان أونار في الصلاة.
-18- كثرة التميّل لقول عطاء: إني لأحب أن يُقل في الصلاة التحريك وأن يعتدل قائماً على قدميه، إلا أن يكون إنساناً كبيراً لا يستطيع ذلك. وكان ابن عمر رضي الله عنهما لا يفرج بين قدميه ولا يمس إحداهما بالأخرى ولكن بين ذلك. أما التطوع فإنه يطول على الإنسان فلا بدم من توكئ على هذا الطرف مرة وعلى هذا مرة. -[203]-
-19- تغميض العينين، نص عليه الإمام أحمد وقال: إنه من فعل اليهود.
-20- التمطي لأن ذلك يذهب الخشوع.
-21- الصلاة إلى القبر في غير المقبرة (أما في المقبرة فلا تصح الصلاة) .
-22- فتح الفم ووضع شيء فيه.
-23- الصلاة خلف صف فيه فرجة ومعه آخرين، أما إن كان يصلي وحده فصلاته باطلة.
-24- الإقعاء في الجلوس، وهو أن يفرش قدميه ويجلس على عقبيه لحديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم إذا رفعت رأسك من السجود فلا تُقع كما يقع الكلب. ضع أليتيك بين قدميك وألزق ظاهر قدميك بالأرض) [11] .
-25- أن يبتدئ الصلاة وهو حاقن [12] أو حاقب [13] أو تائق للطعام، لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا صلاة بحضرة الطعام، ولا هو يدافعه الأخبثان) [14] . -[204]- [1] البخاري: ج-1/ كتاب صفة الصلاة باب 11/718، والاختلاس: الأخذ بسرعة، على غفلة. [2] البخاري: ج-1/ كتاب صفة الصلاة باب 10/717. [3] ابن ماجة: ج-1/ كتاب إقامة الصلاة باب 67/1042. [4] ابن ماجة: ج-1/ كتاب إقامة الصلاة باب 42/967. [5] ابن ماجة: ج-1/ كتاب إقامة الصلاة باب 43/965. [6] أبو داود: ج-1/ كتاب الصلاة باب 187/992. [7] أبو داود: ج-1/ كتاب الصلاة باب 175/945. [8] ابن ماجة: ج-1/ كتاب إقامة الصلاة باب 43/964. [9] مسلم: ج-1/ كتاب المساجد ومواضع الصلاة باب 15/61، والخميصة: كساء مربع من صوف. [10] البخاري: ج-1/ كتاب الصلاة في الثياب باب 14/367، والقرام: ستر رقيق من صوف، ذو ألوان ونقوش. [11] ابن ماجة: ج-1/ كتاب إقامة الصلاة باب 22/896. [12] الحاقن: محتبس البول. [13] الحاقب: محتبس الغائط. [14] مسلم: ج-1/ كتاب المساجد ومواضع الصلاة باب 16/67.
اسم الکتاب : فقه العبادات على المذهب الحنبلي المؤلف : سعاد زرزور الجزء : 1 صفحة : 200