اسم الکتاب : الهداية في شرح بداية المبتدي المؤلف : المَرْغِيناني الجزء : 1 صفحة : 87
باب الاستسقاء
" قال أبو حنيفة رحمه الله ليس في الاستسقاء صلاة مسنونة في جماعة فإن صلى الناس وحدانا جاز وإنما الاستسقاء الدعاء والاستغفار " لقوله تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً} [نوح:10] الآية ورسول الله صلى الله عليه وسلم استسقى ولم ترو عنه الصلاة " وقالا يصلي الإمام ركعتين " لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى فيه ركعتين كصلاة العيد رواه ابن عباس رضي الله عنه.
قلنا فعله مرة وتركه أخرى فلم يكن سنة وقد ذكر في الأصل قول محمد وحده " ويجهر فيهما بالقراءة " اعتبارا بصلاة العيد " ثم يخطب " لما روي " أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب " ثم هي كخطبة العيد عند محمد وعند أبي يوسف خطبة واحدة " ولا خطبة عند أبي حنيفة رحمه الله " لأنها تبع للجماعة ولا جماعة عنده " ويستقبل القبلة بالدعاء " لما روي أنه صلى الله عليه وسلم استقبل القبلة وحول رداءه " ويقلب رداءه " لما روينا قال وهذا قول محمد رحمه الله أما عند أبي حنيفة رحمه الله فلا يقلب رداءه لأنه دعاء فيعتبر بسائر الأدعية وما رواه كان تفاؤلا " ولا يقلب القوم أرديتهم " لأنه لم ينقل أنه أمرهم بذلك " ولا يحضر أهل الذمة الاستسقاء " لأنه لاستنزال الرحمة وإنما تنزل عليهم اللعنة.
باب صلاة الخوف
" إذا اشتد الخوف جعل الإمام الناس طائفتين طائفة إلى وجه العدو وطائفة خلفه فيصلي بهذه الطائفة ركعة وسجدتين فإذا رفع رأسه من السجدة الثانية مضت هذه الطائفة
القراءة فيهما ويخفى عند أبي حنيفة وقالا يجهر " وعن محمد مثل قول أبي حنيفة.
أما التطويل في القراءة فبيان الأفضل ويخفف إن شاء لأن المسنون استيعاب الوقت بالصلاة والدعاء فإذا خفف أحدهما طول الآخر وأما الإخفاء والجهر فلهما رواية عائشة أنه صلى الله عليه وسلم جهر فيها ولأبي حنيفة رواية ابن عباس وسمرة بن جندب رضي الله عنهم والترجيح قد مر من قبل كيف وأنها صلاة النهار وهي عجماء " ويدعو بعدها حتى تنجلي الشمس " لقوله صلى الله عليه وسلم " إذا رأيتم من هذه الأفزاع شيئا فارغبوا إلى الله بالدعاء " " والسنة في الأدعية تأخيرها عن الصلاة " ويصلي بهم الإمام الذي يصلي بهم الجمعة فإن لم يحضر صلى الناس فرادى تحرزا عن الفتنة " وليس في خسوف القمر جماعة " لتعذر الاجتماع في الليل أو لخوف الفتنة وإنما يصلي كل واحد بنفسه لقوله صلى الله عليه وسلم " إذا رايتم شيئا من هذه الأهوال فافزعوا إلى الصلاة " " وليس في الكسوف خطبة " لأنه لم ينقل.
اسم الکتاب : الهداية في شرح بداية المبتدي المؤلف : المَرْغِيناني الجزء : 1 صفحة : 87